نام کتاب : معجم البلدان نویسنده : الحموي جلد : 1 صفحه : 20
فقال إن الأرض مدورة متعلقة بالهواء ، فيكون ما يدور بها من الأميال سبعة وعشرين ألف ميل . ثم نظر في العمران فوجد من الجزيرة العامرة التي في المغرب إلى البحر الأخضر إلى أقصى عمران الصين ، إذا طلعت الشمس في الجزائر التي سميناها ، غابت بالصين ، وإذا غابت في هذه الجزائر طلعت بالصين ، فذلك نصف دوارة الأرض ، وذلك ثلاثة عشر ألف ميل وخمسمائة ميل طول العمران . ثم نظر أيضا في العمران فوجد عمران الأرض من ناحية الجنوب إلى ناحية الشمال : أعني من دوارة الأرض حيث استوى الليل والنهار في الصيف إلى عشرين ساعة ، والليل أربع ساعات ، وفي الشتاء خلاف ذلك ، الليل عشرون ساعة والنهار أربع ساعات ، فقال إن استواء الليل والنهار في جزيرة بين الهند والحبشة من ناحية الجنوب التي من التيمن وهو ستون جزءا ، ما يكون له أربعة آلاف وخمسمائة ميل ، فإذا ضربت السدس في النصف الذي هو نصف دوارة الأرض من حيث استوى الليل والنهار ، تجد العمران الذي يعرف ، نصف سدس جميع الأرض . واختلف آخرون في مبلغ الأرض وكميتها ، فروي عن مكحول أنه قال : مسيرة ما بين أدني الأرض إلى أقصاها خمسمائة سنة ، مائتان من ذلك قد غمرهما البحر ، ومائتان ليس يسكنهما أحد ، وثمانون يأجوج ومأجوج ، وعشرون فيها سائر الخلق . وعن قتادة ، قال : الدنية أربعة وعشرون ألف فرسخ ، فملك السودان منها اثنا عشر ألف فرسخ ، وملك العجم ثلاثة آلاف فرسخ ، وملك الروم ثمانية آلاف فرسخ ، وملك العرب ألف فرسخ . ورواية أخرى عن بطليموس أنه خرج مقدار الدنيا واستدارتها من المجسطي بالتقريب ، فقال : استدارة الأرض مائة ألف وثمانون ألف إسطاديون ، والاسطاديون مساحة أربعمائة ذراع ، وهي أربعة وعشرون ألف ميل ، فيكون ثمانية آلاف فرسخ بما فيها من الجبال والبحار والفيافي والغياض . قال : وغلظ الأرض ، وهو قطرها ، سبعة آلاف وستمائة وثلاثون ميلا ، تكون ألفين وخمسمائة فرسخ وأربعين فرسخا وثلثي فرسخ . قال : فتكسير جميع بسيط الأرض مائة واثنان وثلاثون ألف ألف وستمائة ألف ميل ، يكون مائتي ألف وثمانية وثمانين ألف فرسخ . واختلفوا أيضا في كيفية عدد الأرضين ، قال الله عز وجل : " الذي خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن " . فاحتمل هذا أن يكون في العدد والاطباق فروي في بعض الاخبار أن بعضها فوق بعض ، وغلظ كل أرض مسيرة خمسمائة عام ، وقد عدد بعضهم لكل أرض أهلا على صفة وهيئة عجيبة ، وسمى كل أرض باسم خاص كما سمى كل سماء باسم خاص . وعن عطاء بن يسار في قول الله عز وجل : " الذي خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن " قال : في كل أرض آدم كآدمكم ، ونوح كنوحكم ، وإبراهيم كإبراهيمكم ، والله أعلم . وقالت القدماء إن الأرض سبع على المجاورة والملاصقة ، فافتراق الاقليم على المطابقة والمكابسة ، والمعتزلة من المسلمين يميلون إلى هذا القول ، ومنهم من يرى أن الأرض سبع على الارتفاع والانخفاض ، كدرج المراقي .
20
نام کتاب : معجم البلدان نویسنده : الحموي جلد : 1 صفحه : 20