نام کتاب : معجم البلدان نویسنده : الحموي جلد : 1 صفحه : 18
جهاتها ، ثم احتدم من الهواء ما مس فلك القمر بسبب الحركة وانسحاج المتماسين ، فهو إذا النار المحيطة بالهواء متصاغرة القدر في الفلك إلى القطبين لتباطؤ الحركة فيما قرب منهما ، وصورة ذلك ، الصورة الأولى التي في الصفحة السابقة . وقال أبو الريحان : وسط معدل النهار ، يقطع الأرض بنصفين على دائرة تسمى خط الاستواء ، فيكون أحد نصفيها شماليا والآخر جنوبيا ، فإذا توهمت دائرة عظيمة على الأرض مارة على قطب خط الاستواء ، قسمت كل واحد من نصفي الأرض بنصفين ، فانقسم جملتها أرباعا : جنوبيان وشماليان على ما وجدها المعينون ، لم يتجاوز حد أحد الربعين الشماليين فيسمى ربعا معمورا أو مسكونا كجزيرة بارزة تحيط بها البحار ، وهذا الربع في نفسه مشتمل على ما يعرف ويسلك من البحار والجزائر والجبال والأنهار والمفاوز المعروفة ، ثم إن البلدان والقرى بينها ، على أنه بقي منها ، نحو قطب الشمال ، قطعة غير معمورة من افراط البرد وتراكم الثلوج . وقال مهندسوهم : لو حفر في الوهم وجه الأرض ، لأدى إلى الوجه الآخر ، ولو ثقب مثلا بفوشنج لنفذ بأرض الصين . قالوا : والناس على الأرض كالنمل على البيضة ، واحتجوا لقولهم بحجاج كثيرة ، منها إثباتي ومنها إقناعي ، وليس ذلك ببعيد من الأرض ، لان البسيط يحتمل نشز الشئ ، فالأرض على هذا لمن هي تحته بساط ، ولمن هي فوقه غطاء . واختلفوا في مساحة الأرض : فذكر محمد بن موسى الخوارزمي صاحب الزيج أن الأرض على القصد تسعة آلاف فرسخ ، العمران من الأرض نصف سدسها ، والباقي ليس فيه عمارة ولا نبات ولا حيوان ، والبحار محسوبة من الغمران ، والمفاوز التي بين العمران من العمران . قال أبو الريحان : طول قطر الأرض بالفراسخ الفان ومائة وثلاثة وسبعون فرسخا وثلثا فرسخ ، ودورها بالفراسخ ستة آلاف وثمانمائة فرسخ . وعلى هذا تكون مساحة سطحها الخارج متكسرا أربعة عشر ألف ألف وسبعمئة وأربعة وأربعين ألفا ومئتين واثنين وأربعين فرسخا وخمس فرسخ . وكان عمر بن جيلان يزعم أن الدنيا كلها سبعة وعشرون ألف فرسخ ، فبلد السودان اثنا عشر ألف فرسخ ، وبلد الروم ثمانية آلاف فرسخ ، وبلد فارس ثلاثة آلاف فرسخ ، وأرض العرب أربعة آلاف فرسخ . وحكي عن أزدشير قال : الأرض أربعة أجزاء ، فجزء منها أرض الترك وهي ما بين مغارب الهند إلى مشارق الروم ، وجزء منها الغرب وهو ما بين مغارب الروم إلى القبط والبربر ، وجزء منها أرض السودان وهي ما بين البربر إلى الهند ، وجزء منها هذه الأرض التي تنسب إلى فارس ما بين نهر بلخ إلى منقطع آذربيجان وأرمينية الفارسية ثم إلى الفرات ، ثم برية العرب إلى عمان ومكران ، ثم إلى كابل وطخارستان . وقال دورينوس إن الأرض خمسة وعشرون ألف فرسخ ، من ذلك : الترك والصين اثنا عشر
18
نام کتاب : معجم البلدان نویسنده : الحموي جلد : 1 صفحه : 18