responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معجم البلدان نویسنده : الحموي    جلد : 1  صفحه : 14


ونصب نفسي له وتعبي ، بتبديد ما جمعت ، وتشتيت ما لفقت ، وتفريق ملتئم محاسنه ، ونفي كل علق نفيس عن معادنه ومكامنه ، باقتضابه واختصاره ، وتعطيل جيده من حليه وأنواره ، وغصبه إعلان فضله وأسراره ، فرب راغب عن كلمة غيره متهالك عليها ، زاهد عن نكتة غيره مشعوف بها ، ينضي الركاب إليها .
فإن أجبتني فقد بررتني ، جعلك الله من الأبرار ، وإن خالفتني فقد عققتني والله حسيبك في عقبى الدار .
ثم اعلم أن المختصر لكتاب كمن أقدم على خلق سوي ، فقطع أطرافه فتركه أشل اليدين ، أبتر الرجلين ، أعمى العينين ، أصلم الاذنين ، أو كمن سلب امرأة حليها فتركها عاطلا ، أو كالذي سلب الكمي سلاحه فتركه أعزل راجلا .
وقد حكي عن الجاحظ أنه صنف كتابا وبوبه أبوابا ، فأخذه بعض أهل عصره فحذف منه أشياء وجعله أشلاء ، فأحضره وقال له : يا هذا إن المصنف كالمصور وإني قد صورت في تصنيفي صورة كانت لها عينان فعورتهما ، أعمى الله عينيك ، وكان لها أذنان فصلمتهما ، صلم الله أذنيك ، وكان لها يدان فقطعتهما ، قطع الله يديك ، حتى عد أعضاء الصورة ، فاعتذر إليه الرجل بجهله هذا المقدار ، وتاب إليه عن المعاودة إلى مثله .
ثم أهديت هذه النسخة بخطي إلى خزانة مولانا الصاحب الكبير ، العالم الجليل الخطير ، ذي الفضل البارع ، والافضال الشائع ، والمحتد الأصيل ، والمجد الأثيل ، والعزة القعساء ، والرتبة الشماء ، الفائز من المكارم بالقدح المعلى ، المتقلد من المكارم بالصارم المحلى ، إمام الفضلاء ، وسيد الوزراء ، السيد الاجل الأعظم ، القاضي جمال الدين الأكرم ، أبي الحسن علي بن يوسف بن إبراهيم بن عبد الواحد الشيباني ثم التيمي ، حرس الله مجده وأسبغ ظله وأهلك نده ونصر جنده وهزم ضده ، إذ كنت منذ وجدت في حل ترحال ، ومبارزة للزمان ونزال ، أسأل منه سلما ولا يزيدني إلا هضما .
فلما قضت نفسي ، من السير ما قضت ، * على ما بلت من شدة وليان بعد طول مكابدة حرفة الحرفة وانتظار تبلج ظلام الحظ يوما من سدفة :
علقت بحبل من حبال ابن يوسف ، * أمنت به من طارق الحدثان فرد عني صرف الدهر والمحن ، ورفه خاطري عن معاندة الزمن . لما :
تغطيت ، عن دهري ، بظل جناحه ، * فعيني ترى دهري ، وليس يراني فأصبحت من كنفه في حرز وحريز ، ومن إحسانه وتكرمه في موطن عزيز :
فلو تسأل الأيام عني لما درت ، * وأين مكاني ، ما عرفن مكاني

14

نام کتاب : معجم البلدان نویسنده : الحموي    جلد : 1  صفحه : 14
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست