responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معجم البلدان نویسنده : الحموي    جلد : 1  صفحه : 7


بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي جعل الأرض مهادا ، والجبال أوتادا ، وبث من ذلك نشوزا ووهادا ، وصحارى وبلادا ، ثم فجر خلال ذلك أنهارا ، وأسال أودية ، وبحارا ، وهدى عباده إلى اتخاذ المساكن ، وإحكام الأبنية والموطن ، فشيدوا البنيان ، وعمروا البلدان ، ونحتوا من الجبال بيوتا ، واستنبطوا آبارا وقلوتا ، وجعل حرصهم على تشييد ما شيدوا ، وإحكام ما بنوا وعمدوا ، عبرة للغافلين ، وتبصرة للغابرين . فقال وهو أصدق القائلين : " أفلم يسيروا في الأرض ، فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم .
كانوا أكثر منهم وأشد قوة وآثارا في الأرض ، فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون " . أحمده على ما أعطى وأنعم ، وهدى إلى الرشد وألهم ، وبين من السداد وأفهم ، وصلى الله على خيرته من أنبيائه والمرسلين ، وصفوته من أصفيائه والصالحين ، محمد المبعوث بالهدى والدين المبين ، المنعوت ب‌ " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين " وعلى آله الكرام البررة ، والصحابة المنتجبين الخيرة ، وسلم تسليما .
أما بعد ، فهذا كتاب في أسماء البلدان ، والجبال ، والأودية ، والقيعان ، والقرى ، والمحال ، والأوطان ، والبحار ، والأنهار ، والغدران ، والأصنام ، والأبداد ، والأوثان . لم أقصد بتأليفه ، وأصمد نفسي لتصنيفه ، لهوا ولا لعبا ، ولا رغبة حثتني إليه ولا رهبا ، ولا حنينا استفزني إلى وطن ، ولا طربا حفزني إلى ذي ود وسكن . ولكن رأيت التصدي له واجبا ، والانتداب له مع القدرة عليه فرضا لازبا ، وفقني عليه الكتاب العزيز الكريم ، وهداني إليه النبأ العظيم ، وهو قوله عز وجل ، حين أراد أن يعرف عباده آياته ومثلاته ، ويقيم الحجة عليهم في إنزاله بهم أليم نقماته :
" أفلم يسيروا في الأرض ، فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها ، فإنها لا تعمى الابصار ، ولكن تعمى القلوب التي في الصدور " . فهذا تقريع لمن سار في بلاده ولم يعتبر ، ونظر إلى القرون الخالية فلم ينزجر ، وقال وهو أصدق القائلين : " قل سيروا في الأرض ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين " أي انظروا إلى ديارهم كيف درست ، وإلى آثارهم وأنوارهم كيف انطمست ، عقوبة لهم على اطراح أوامره ، وارتكاب زواجره ، إلى غير ذلك من الآيات المحكمة ، والأوامر والزواجر المبرمة .
فالأول توبيخ لسبق النهي عن المعصية شاهرا ، والثاني أمر يقتضي الوجوب ظاهرا . فهذا من كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، ولا يطرق عليه نقص من إنشائه وخلقه ، وقد

7

نام کتاب : معجم البلدان نویسنده : الحموي    جلد : 1  صفحه : 7
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست