البارحة قد أتاني وقال لي : أجب الأمير . قال : فأتيته وهو في القصر على الهيئة الأولى فسلمت عليه ، فرفع رأسه وقال : دلف ! قلت : لبيك يا أمير ، فقال :
< شعر > فلو أنا إذا متنا تركنا * لكان الموت راحة كل حي ولكنا إذا متنا بعثنا * ويسأل ربنا عن كل شي < / شعر > قال : فانتبهت أيضاً ترتعش فرائصي مما رأيته ، وبقيت يومي ما تناولت طعاماً ولا شراباً ، فلما كانت الليلة الثالثة ونمت ، رأيت في المنام ذلك الغلام قد أتاني وقال : أجب الأمير ، فأتيته وهو في القصر ، فلما دخلت عليه رأيت القصر يتلألأ نوراً ، ورأيت الرياحين من ألوان شتى ، ورأيت الأمير على سرير من ذهب مرصع بالدر والجواهر ، ورأيت على الأمير من الحرير والإستبرق ، ففرحت بذلك وسلمت عليه ، فرفع رأسه وقال : دلف ! قلت : لبيك أيها الأمير عبدك ، فقال :
< شعر > زعم الزاعمون أن علياً * لا ينجي وليه من هنات كذبوا والذي يسوق إليه * البدن من حج راكباً عرفات قد وربي دخلت جنة عدن * وعفا لي الإله عن سيئاتي فأبشروا أولياء آل علي * وتوالوا علياً حتى الممات < / شعر > فانتبهت فرحاً مسروراً ، وتصدقت على الفقراء والمؤمنين بمال عظيم وأردت لذلك موالاة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ومعاداة لأعدائه » .

63