وقد تواصلت الحروب سنين بين تغلب وقيس ، ووصلت إلى أكثر من خمسة عشر وقعة ، وعدد المؤرخون أيامها ، وشعرها ، وسبيها ، وقتلاها ! فقالوا أول وقعاتهم بماكسين من الخابور « وقتل من تغلب خمس مئة » . ( الكامل : 4 / 311 ) . ويوم الثرثار الأول « فانهزمت قيس وقتلت تغلب ومن معها منهم مقتلة عظيمة ، وبقروا بطون ثلاثين امرأة من بني سليم » . ويوم الثرثار الثاني : « فالتقوا بالثرثار واقتتلوا أشد قتال اقتتله الناس » ! ( الكامل : 4 / 311 ) . ويوم الفدان ، ويوم السكير ، ويوم معارك ، ويوم لبى ، ويوم الشرعبية ، ويوم البليخ ، ويوم الحشاك ، ويوم الكحيل ، ويوم البشر ، ويوم خالة . . . الخ . والخليفة الأموي فرحٌ بإشعال الحرب بين القبائل ، انتقاماً لموقف هذه ضده ، أو تضعيفاً لقوة قبيلة أخرى يخاف أن تخالفه ! ويبقى هو البرئ من التسبيب ، والحكَم الذي يتفضل ويتدخل لإيقاف الفتنة بين المسلمين وسفك الدماء !