نام کتاب : قبيلة بنو عبد القيس نویسنده : عبد الهادي الربيعي جلد : 1 صفحه : 40
قليلاً ، وانصرف الشاميون ثم كرُّوا ثانية فشدُّوا على ربيعة حملة شديدة فثبتوا إلا قليلاً ، وتقدم أبو عرفاء جبلة بن عطية الذهلي ذهل بني شيبان ، وهو شيخ كبير فأخذ الراية ونادى بالقوم : يا أهل هذه الراية ، إن عمل الجنة كُرِّه كلُّه وثقيل ، وإن عمل النار حِبٌّ كله وخفيف ، وإن الجنة لا يدخلها إلا الصابرون الذين صبروا أنفسهم على أمر الله وفرائضه وليس شئ مما افترض الله على العباد أشدُّ من الجهاد . ويحكم ألا تحبون أن يغفر لكم ، أما تشتاقون إلى الجنة ؟ فإذا رأيتموني قد شددت فشدوا ، ثم شدَّ على القوم فشدُّوا معه فقاتل وقاتلوا قتالاً شديداً حتى قتل ، فشدَّت ربيعة بعده شدَّة عظيمة على صفوف أهل الشام فنقضوها . واشتدَّ القتال بين ربيعة ومنهم عبد القيس وحمير حتى كثرت القتلى فيما بينهم ، وخاف زياد بن خصفة التيمي ( من تيم اللات بطن من ربيعة ) الهلاك على ربيعة فقال لقومه : إن ذا الكلاع وعبيد الله أبادا ربيعة ، فانهضوا إليهم وإلا هلكوا ولا بكر بعد اليوم فركبت عبد القيس وجاءت كأنها غمامة سوداء ، فحملوا على ميمنة معاوية ذو الكلاع ومن معه من حمير ، فاستنجد بالأشعريين وعك ولخم وصمد بنو عبد القيس وقتلوا ذا الكلاع الحميري وتضعضعت لقتله أركان حمير ! فلجأ ابن العاص إلى رفع المصاحف ، فتضاربوا بالسيوف حتى تعطفت كالمناجل ، وتطاعنوا بالرماح حتى تكسَّرت أسنتها » . ( المصدر : 5 / 155 )
40
نام کتاب : قبيلة بنو عبد القيس نویسنده : عبد الهادي الربيعي جلد : 1 صفحه : 40