إبراهيم بن الأشتر يدعوه إلى التحالف معه ضد بني أمية . كما راسله عبد الملك بن مروان يدعوه إلى الانضمام إليه مقابل آل الزبير ، وعرض عليه كل منهما ولاية العراق ! فاختار إبراهيم الانضمام إلى مصعب ضد بني أمية ، لأن عداءه لبني أمية عقائدي وتاريخي . وأخلص إبراهيم لمصعب في معاركه مع بني أمية ، فانتصر مصعب وسيطر على العراق نحو أربع سنين ، ثم قصد الشام لحرب عبد الملك . « وكان قد كسر جيوش عبد الملك مراراً وأعياه أمره ، فخرج إليه من الشام بنفسه » . ( شرح النهج : 3 / 295 ) . وفي النهاية لابن كثير : 8 / 347 : ( وكان عَتَّاب بن ورقاء على خيل مصعب ، فهرب أيضاً ولجأ إلى عبد الملك بن مروان ، وجعل مصعب بن الزبير وهو واقف في القلب يُنهض أصحاب الرايات ويحث الشجعان والأبطال أن يتقدموا إلى أمام القوم ، فلا يتحرك أحد ! فجعل يقول : يا إبراهيم ولا إبراهيم لي اليوم ، وتفاقم الأمر واشتد القتال وتخاذلت الرجال ، وضاق الحال وكثر النزال . قال المدائني : أرسل عبد الملك أخاه إلى مصعب يعطيه الأمان فأبى وقال : إن مثلي لا ينصرف عن هذا الموضع إلا غالباً أو مغلوباً . . فتقدم ابنه فقاتل حتى قتل وأثخن مصعب بالرمي فنظر إليه زائدة بن قدامة وهو كذلك فحمل عليه فطعنه وهو يقول : يا لثارات المختار ! ونزل إليه رجل يقال له عبيد الله بن زياد بن ظبيان التميمي فقتله وحز رأسه وأتى به عبد الملك بن مروان ، فسجد عبد الملك » !