كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ . فيا لها من نعمة ما أعظمها إن لم تخرجوا منها إلى غيرها ، ويا لها من مصيبة ما أعظمها ، إن لم تؤمنوا بها وترغبوا عنها . فمضى نبي الله ( صلى الله عليه وآله ) وقد بلغ ما أرسل به ، فيا لها مصيبة خصت الأقربين وعمت المؤمنين ، لن تصابوا بمثلها ، ولن تعاينوا بعدها مثلها ! فمضى ( صلى الله عليه وآله ) لسبيله وترك كتاب الله وأهل بيته ، إمامين لا يختلفان وأخوين لا يتخاذلان ، ومجتمعين لا يتفرقان . ولقد قبض الله محمداً نبيه ( صلى الله عليه وآله ) ولأنا أولى الناس به مني بقميصي هذا ، وما ألقي في روعي ولا عرض في رأيي أن وجه الناس إلى غيري ، فلما أبطأوا عني بالولاية لهممهم ، وتثبط الأنصار وهم أنصار الله وكتيبة الإسلام وقالوا : أما إذا لم تسلموها لعلي فصاحبنا أحق بها من غيره ! ( يقصد ( عليه السلام ) أن هذا كان أمراً غير معقول ، لا يتصوره ، وإلا فقد أخبره النبي ( صلى الله عليه وآله ) بما سيجري ، وصرح هو بذلك مراراً ) . إلى أن قال : فأتاني رهط يعرضون علي النصر ، منهم ابنا سعيد ، والمقداد بن الأسود ، وأبو ذر الغفاري ، وعمار بن ياسر ، وسلمان الفارسي ، والزبير بن العوام ، والبراء بن عازب ، فقلت لهم : إن عندي من النبي ( صلى الله عليه وآله ) عهداً وله إلي وصية لست أخالفه عما أمرني