ألوفاً ، فقد قال ابن شيبة ( 8 / 15 ) إن عددهم كان في القادسية ألفين وخمس مئة ، فلا بد أن يكونوا بعد عشرين سنة أكثر من ذلك . ويساعد عليه الموقع الخاص لقائدهم مالك عند أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فقد كان له عدة مسؤوليات ، وكان أبرز فرسانه ، وكان قادة جيش معاوية يهربون منه ولا يواجهونه ! قال ابن مزاحم في وقعة صفين / 172 : « دعا الحارث بن همام النخعي ثم الصهباني ، فأعطاه لواءه ثم قال : يا حارث ، لولا أني أعلم أنك تصبر عند الموت لأخذت لوائي منك ، ولم أحْبُك بكرامتي . قال : والله يا مالك لأسرنك اليوم أو لأموتن فاتبعني ، فتقدم باللواء وهو يقول : < شعر > يا أشتر الخير ويا خير النخع * وصاحب النصر إذا عم الفزع وكاشف الأمر إذا الأمر وقع * ما أنت في الحرب العوان بالجذع قد جزع القوم وعموا بالجزع * وجرعوا الغيظ وغصوا بالجرع إن تسقنا الماء فما هي بالبدع * أو نعطش اليوم فجند مقتطع ما شئت خذ منها وما شئت فدع < / شعر > فقال الأشتر : أدنُ مني يا حارث ، فدنا منه فقبل رأسه وقال : لا يتبع رأسه اليوم إلا خير . ثم قام الأشتر يحرض أصحابه يومئذ ويقول : فدتكم نفسي ، شدوا شدة المحرج الراجي الفرج ، فإذا نالتكم الرماح فالتووا فيها ، وإذا عضتكم السيوف فليعض الرجل نواجذه فإنه أشد لشؤون الرأس ، ثم استقبلوا القوم