الإمام ( عليه السلام ) يرثي مالك الأشتر لما بلغ أمير المؤمنين موت الأشتر قال : إنا لله وإنا إليه راجعون والحمد لله رب العالمين . ألهم إني أحتسبه عندك ، فإن موته من مصائب الدهر . ثم قال : رحم الله مالكاً فقد كان وفى بعهده ، وقضى نحبه ، ولقي ربه ، مع أنا قد وطنا أنفسنا أن نصبر على كل مصيبة بعد مصابنا برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فإنها من أعظم المصائب . وعن جماعة من أشياخ النخع قالوا : دخلنا علي أمير المؤمنين حين بلغه موت الأشتر فوجدناه يتلهف ويتأسف عليه ثم قال : لله در مالك وما مالك ؟ لو كان من جبل لكان فنداً ، ولو كان من حجر لكان صلداً ، أما والله ليهدن موتك عالماً ، وليفرحن عالماً ، على مثل مالك فلتبك البواكي ، وهل موجود كما لك ؟ قال علقمة بن قيس النخعي : فما زال عليٌّ يتلهف ويتأسف حتى ظننا أنه المصاب دوننا ، وعرف ذلك في وجهه أياماً . ( تاريخ الطبري : 6 / 55 ، وشرح نهج البلاغة : 2 / 59 ، والكامل لابن الأثير : 3 / 153 ) . أقول : شهد أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في الأشتر شهادة عظيمة فقال : « رحم الله مالكاً ، وما مالك ! عزَّ عليَّ به هالكاً ، لو كان صخراً