responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عيون الأنباء في طبقات الأطباء نویسنده : ابن أبي أصيبعة    جلد : 1  صفحه : 742


ومشايخهم يلازمونه ويعالجونه إلى أن انقضت مدة حياته وكانت وفاته رحمه الله في الساعة الثانية من يوم الاثنين سابع عشر شعبان سنة ست عشرة وستمائة وله من العمر ثمان وثلاثون سنة ودفن عند أبيه وأخيه في ظاهر باب الفراديس ومن كلامه في الحكمة مما سمعته منه رحمه الله فمن ذلك وصية أول النهار قال قد أقبل هذا النهار وأنت فيه مهيأ لكل فعل فاختر لنفسك أفضلها لتوصلك إلى أفضل الرتب وعليك بالخير فإنه يقربك من الله ويحببك إلى الناس وإياك والشر فإنه يبعدك عن الله ويبغضك إلى الناس وافعل ما تحاسب نفسك عليه عند انقضاء هذا النهار والحذر من أن يغلب شرك على خيرك وليس الفاضل من بقي على حالة الطبيعة مع عدم المؤذيات بل الفاضل من بقي عليها مع وجود المؤذيات والانقطاع عن الناس أكبر مانع للأذى وأقبل وصايا الأنبياء واقتد بأفعال الحكماء وعليك بالصدق فإن الكذب يصغر الإنسان عند نفسه فضلا عن غيره واحلم تشكر وتفضل فإن الحقد يعجل الهم ويوقع في العداوات والشرور وكذلك الحسد وتجنب الأشرار تكف الأذى وأبعد عن أرباب الدنيا تكف الأشرار واقنع من دنياك بما تدفع به ضرورة بدنك وأعلم أن نهارك هذا قطعة تذهب من حياتك فأنفقها فيما يعود عليك نفعه وإذا اندفعت ضرورة بدنك اقض باقي نهارك في مصلحة نفسك وافعل بالناس ما تشتهي أن يفعلوه بك وإياك والغضب والمبادرة إلى الانتقام من المغضب أو الانفصال عنه فإنه ربما أوقع في الندم وعليك بالصبر فإنه رأس كل حكمة وصية أول الليل قد انقضى نهارك بما فيه وأقبل عليك هذا الليل وليس لك فيه فعل بدني ضروري فاعطف على مصلحة نفسك بالاشتغال في العلم والفكر في الاطلاع على الحقائق ومهما استطعت اليقظة في ذلك فافعل فإذا أردت النوم فاجعل في نفسك ملازمة ما أنت فيه لتكون رؤياك من هذا الجنس وافعل ما تحاسب نفسك عليه عند الصباح واحرص أن تكون في غدك أفضل من يومك المنقضي وإياك أن تجدبك الطباع إلى الفكر فيما عاينته في نهارك من أحوال أرباب الدنيا فتضيع وقتك وتنفتح لك أبواب الخداع والحيل والمكر في تحصيل أمور الدنيا وتظلم نفسك وتفسد حالك وتبعد عن الحقائق وتكتسب الأخلاق المذمومة ويعسر تخلصك منها لكن اعلم أن هذه أعرض زائلة لا فائدة فيها وإن ضرورات الإنسان قليلة جدا وفكر فيما يعود على نفسك نفعه وتهيأ للقاء الله فإن علمك بموتك متى يكون مستورا عنك وما جاؤوك في أن يأتي يوم آخر عليك أقوى من وهمك أن تموت في هذه الليلة فودع بالثبات على ما تنتفع به بعد المفارقة والسلام وقال احترم المشايخ ولو سكتوا عن جواب سؤالك فلعل ذلك لبعد العهد وكلال القوى أو لأنك سألت عما لا يعنيك أو معرفتهم بعجز فهمك عن الجواب واعلم أن فوائدك منهم أكثر من ذلك وقال اشتغل بكلام المشهورين الجامعة أولا فإذا حصلت الصناعة فاشتغل بالكتب الجزئية من

742

نام کتاب : عيون الأنباء في طبقات الأطباء نویسنده : ابن أبي أصيبعة    جلد : 1  صفحه : 742
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست