نام کتاب : عيون الأنباء في طبقات الأطباء نویسنده : ابن أبي أصيبعة جلد : 1 صفحه : 660
أيوب بصناعة الطب وبقي في خدمته إلى أن توفي صلاح الدين ثم توجه إلى الملك المنصور صاحب حماة ابن تقي الدين وأقام عنده نحو سنتين وتوفي بحماة بعلة الاستسقاء الشريف الكحال هو السيد برهان الدين أبو الفضل سليمان أصليته من مصر وانتقل إلى الشام شريف الأعراق لطيف الأخلاق حلو الشمائل مجموع الفضائل وكان عالما بصناعة الكحل وافر المعرفة والفضل متقنا للعلوم الأدبية بارعا في فنون العربية متميزا في النظم والنثر متقدما في عمل الشعر وخدم بصناعة الكحل السلطان الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب وكان له منه الجامكية السنية والمنزلة العلية والإنعام العام والتفضل التام ولم يزل مستمرا في خدمته متقدما في دولته إلى أن توفي رحمه الله ومن ملح ما للقاضي الفاضل فيه على سبيل المجون ومما أنشدني الشيخ الحافظ نجيب الدين أبو الفتح نصر الله بن عقيله الشيباني قال أنشدني القاضي الفاضل عبد الرحيم بن علي لنفسه في الشريف الكحال ( رجل توكل بي وكحلني * فدهيت في عيني وفي عيني ) الكامل وقال أيضا ( عاد بني العباس حتى أنه * سلب السواد من العيون بكحله ) وكان قد أهدى الشريف أبو الفضل الكحال المذكور إلى شرف الدين بن عنين خروفا وهو يومئذ بالديار المصرية فلما وصل إليه وجده هزيلا ضعيفا فكتب إليه يقول على سبيل المداعبة ( أبو الفضل وابن الفضل أنت وأهله * فغير بديع أن يكون لك الفضل ) ( أتتني أياديك التي لا أعدها * لكثرتها لا كفر نعمى ولا جهل ) ( ولكنني أنبيك عنها بطرفة * تروقك ما وافى لها قبلها مثل ) ( أتاني خروف ما شككت بأنه * حليف هوى قد شفه الهجر والعذل ) ( إذا قام في شمس الظهيرة خلته * خيالا سرى في ظلمة ما له ظل ) ( فناشدته ما تشتهي قال قتة * وقاسمته ما شفه قال لي الأكل ) ( فاحضرتها خضراء مجاجة الثرى * مسلمة ما خص أو راقها الفتل ) ( فظل يراعيها بعين ضعيفة * وينشدها والدمع في العين منهل ) ( أتت وحياض الموت بيني وبينها * وجادت بوصل حين لا ينفع الوصل ) الطويل
660
نام کتاب : عيون الأنباء في طبقات الأطباء نویسنده : ابن أبي أصيبعة جلد : 1 صفحه : 660