نام کتاب : عيون الأنباء في طبقات الأطباء نویسنده : ابن أبي أصيبعة جلد : 1 صفحه : 654
وحدثني الشيخ موفق الدين بن البوري الكاتب النصراني قال لما فتح الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب الكرك أتى إلى دمشق الحكيم موفق الدين يعقوب بن سقلاب النصراني وهو شاب على رأسه كوفية وتخفيفة صغيرة وهو لابس جوخة ملوطة زرقاء زي أطباء الفرنج وقصد الحكيم موفق الدين بن المطران وصار يخدمه ويتردد إليه لعله ينفعه فقال له هذا الزي الذي أنت عليه ما يمشي لك به حال في الطب في هذه الدولة بين المسلمين وإنما المصلحة أن تغير زيك وتلبس عادة الأطباء في بلادنا ثم أخرج له جبة واسعة عنابية وبيقارا مكملا وأمره أن يلبسهما ثم قال له إن ههنا أميرا كبيرا يقال له ميمون القصري وهو مريض وأنا أتردد إليه وأداويه فتعال معي حتى تكون تعالجه فلما راح معه قال للأمير هذا طبيب فاضل وإني اعتمد عليه في صناعة الطب وأثق به فيكون يلزمك ويباشر أحوالك في كل وقت ويقيم عندك إلى أن تبرأ إن شاء الله تعالى فامتثل قوله وصار الحكيم يعقوب ملازما له ليلا ونهارا إلى أن تعافى فأعطاه خمسمائة دينار فلما قبضها حملها إلى ابن المطران وقال له يا مولانا هذا ما أعطاني وقد أحضرته إلى مولانا فقال له خذه فأنا ما قصدت إلا نفعك فأخذه ودعا له وحدثني الحكيم عز الدين أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن السويدي قال كان ابن المطران جالسا على باب داره وقد أتاه شاب من أهل نعمة وعليه زي الجندية وأعطاه ورقة فيها اثنا عشر بيتا من الشعر يمتدحه بها فلما قرأها ابن المطران قال أنت شاعر فقال لا ولكني من أهل البيوت وقد نزل الدهر بي وقد أتيت المولى وجعلت قيادي بيدك لتدبرني مما حسن فيه رأيك العالي فدخل إلى داره واستدعى الشاب وقدم له طعاما فأكل وقال له إيش تقول قد مرض عز الدين فرخشاه صاحب صرخد وهذا المرض يعتاده في كل حين فإني رأيت أن أسيرك إليه تعالجه فهو يحصل لك من جهته شيء جيد قال له يا مولاي من أين لي معرفة بصناعة الطب أو دربة فقال ما عليك أنا أكتب معك دستورا تمشي عليه ولا تخرج عنه فقال الشاب السمع والطاعة فلما خرج الشاب لحقه الغلام ببقجة فيها عدة قطع قماش مخيط وفرس بسرج ولجام فقال له خذ هذا القماش ألبسه وهذا الفرس اركبه وتجهز إلى صرخد فقال له يا سيدي إنه لم يكن لي مكان أبيت الفرس فقال اتركها عندنا وشد عليها بكرة النهار وسافر على خيرة الله تعالى فلما كان بكرة النهار حضر الشاب إلى باب دار ابن المطران فأعطاه كتابا قد كتبه على يده إلى عز الدين فرخشاه صاحب صرخد وأعطاه تذكرة بما يعتمده في مداواته وأعطاه مائتي درهم وقال اتركها عند بيتك نفقة وسافر الشاب إلى صرخد وداوى عز الدين فرخشاه بما أمره به فبرأ ودخل الحمام وخلع عليه خلعة مليحة من أجود ما يكون وأعطاه بغلة بسرج وسرفسار ذهب وألف دينار مصرية وقال تخدمني فقال له ما أقدر يا مولانا حتى أشاور شيخي الحكيم موفق الدين ابن المطران فقال له عز الدين ومن هو الحكيم موفق الدين ما هو إلا غلام أخي لا سبيل إلى
654
نام کتاب : عيون الأنباء في طبقات الأطباء نویسنده : ابن أبي أصيبعة جلد : 1 صفحه : 654