قبائل عمان التي هاجرت ، وتنامت قدراتهم فأنشأوا دولتهم ، ولم يدم عمرها أكثر من تسعة عقود من الزمن . ( تاريخ العراق القديم / 437 ) . كما أن من شبه المؤكد عند المؤرخين : أن الملك الكلداني نبوخذ نصر ( بختنصر 605 - 562 ق . م ) خاض معركة مع القبائل العربية لتوسيع إمبراطوريته ، كما أن حروبه شملت العرب المقيمين في سوريا وفلسطين وفي شمال الجزيرة العربية . قال الطبري في تاريخه : 1 / 398 : « وثب بختنصر على من كان في بلاده من تجار العرب ، وكانوا يقدمون عليهم بالتجارات والبياعات ويمتارون من عندهم الحب والتمر والثياب وغيرها ، فجمع من ظفر به منهم فبنى لهم حيراً على النجف وحصنه وضمهم فيه ، ووكل بهم حرساً وحفظة . ثم نادى في الناس بالغزو فتأهبوا لذلك ، وانتشر الخبر فيمن يليهم من العرب فخرجت إليه طوائف منهم مسالمين مستأمنين ، فاستشار بختنصر فيهم برخيا ( مستشاره اليهودي ) فقال : إن خروجهم إليك من بلادهم قبل نهوضك إليهم رجوع منهم عما كانوا عليه ، فاقبل منهم . فأنزلهم على شاطئ الفرات فابتنوا موضع عسكرهم وسموه الأنبار وخلَّى عن أهل الحيرة فاتخذوها منزلاً ، فلما مات بختنصر انضموا إلى أهل الأنبار ، وبقي ذلك الحِير خراباً .