بسم الله الرحمن الرحيم انّ كتاب الله العظيم وان انزل لإرشاد العامّة ودعوتهم إلى سبيل الرّشاد ودلالتهم إلى السّعادة الأبدية ولكنّه في مقام الاستفادة والتربية ونيل السّعادة هدىً للمتّقين لا للعموم وشفاءٌ ورحمة للمؤمنين وامّا الظالمون فلا يزيدهم إلا خساراً بل النبي صلى لله عليه وآله مأمور بالأعراض عن الذين تولوا عن ذكره تعالى ولم يريدوا إلا الحياة الدنيا فانّى هؤلاء من الانتفاع بالقرآن والاهتداء به بل يلعن القرآن لبعض قارئيه كما ورد وكذلك هذه الكتب الثّلاثة التي بين يدي القاري العزيز بل مطلق الكتب الدّينية لا يستفيد منها إلا أهلها ، والأهليّة انّما هو بالطّلب الجدّي و التفكر بالقلب الفارغ خالياً عن الأغراض الفاسدة لقوله تعالى والذين جاهدوا فينا لنهدينّهم سبلنا الآية وقال تعالى

6