responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي    جلد : 1  صفحه : 370


إذا القوت تأتي لك * والصحة والأمن وأصبحت أخا حزن * فلا فارقك الحزن وأنشد الآخر :
كن وفلقة خبز * وكوز ماء وأمن ألذ من كل عيش * يحويه سحب وسجن وحدثونا أن عابدا عبد الله تعالى سبعين عاما ، فأرسل الله تعالى إليه ملكا يبشّره بدخول الجنة برحمة الله تعالى ، فهجس في نفسه بل بعملي فاطلع الله تعالى على ذلك منه فأوحى إلى عرق ساكن من عروقه أن تحرك عليه ، قال : فاضطرب لذلك وقلق وانقطعت عبادته وذهبت أعماله شغلا منه بنفسه وقلق بنفسه ، ثم أوحى الله تعالى إلى العرق أن اسكن فسكن . فرجع العبد إلى عبادته فأوحى الله تعالى إليه إنما قيمة عبادتك عرق واحد سكن من عروقك فاعترف .
وروينا معناه عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلم بوصف آخر أن رجلا عبد الله سبعين عاما قال :
فيأمر الله عزّ وجلّ به إلى الجنة برحمته فيقول : بل بعملي فيقول الله عزّ وجلّ : أدخلوا عبدي الجنة بعمله قال : فيمكث في الجنة سبعين عاما فيأمر الله تعالى به أن يخرج .
ويقال له : قد استوفيت ثواب عملك قال : فيسقط في يديه ويندم فينظر أقوى شيء كان في نفسه بينه وبين ربه فإذا هو الرجاء وحسن الظن فيقول : يا ربّ اتركني في الجنة برحمتك لا بعملي قال : فيقول الله عزّ وجلّ : دعوا عبدي في جنتي برحمتي . وحدثت عن رجل شكا إلى بعض أهل المدينة فقره وأظهر لذلك غمه فقال له الرجل : أ يسرك أنك أعمى ولك عشرة آلاف ؟ قال : لا . قال : فيسرك أنك أخرس ولك عشرة آلاف قال : لا . قال : فيسرك أنك أقطع اليدين والرجلين ولك عشرة آلاف ، قال : لا . قال : فيسرك أنك مجنون ولك عشرة آلاف ؟ قال : لا . قال : أ فما تستحي أن تشكو مولاك وله عندك عروض بخمسين ألفا وهذا كما قال لأن في الإنسان قيم هذه الأشياء من الجوارح وزيادة من المال لأنها ديات جوارحه لو قطعت .
وحدثني بعض الشيوخ في معناه أن بعض القراء المقربين اشتد به الفقر حتى أحزنه وضاق به ذرعا . قال : فرأى في المنام كأن قائلا يقول له تود أنا أنسيناك سورة الإنعام وأن لك ألف دينار ؟ قال : لا . قال : فسورة هود ؟ قال : لا . قال : فسورة يوسف . قال : لا . قال :
فمعك قيم مائة ألف وأنت تشكو الفقر فأصبح وقد سرى عنه همه . وهكذا جاء في الخبر :
تغنوا بالقرآن أي استغنوا به ومن لم يستغن بآيات الله تعالى فلا أغناه الله عزّ وجلّ وإن

370

نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي    جلد : 1  صفحه : 370
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست