responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي    جلد : 1  صفحه : 249


وروينا بعض الأخبار أن في بعض الكتب المنزلة : يا بني إسرائيل لا تقولوا العلم في السماء من ينزل به ولا في تخوم الأرضين من يصعد به ولا من وراء البحار من يعبره يأتي به العلم مجعول في قلوبكم . تأدّبوا بين يدي بآداب الروحانيين وتخلَّقوا لي بأخلاق الصديقين أظهر العلم في قلوبكم حتى يعطيكم ويغمركم . وفي الإنجيل مكتوب : لا تطلبوا علم ما لم تعملوا حتى تعملوا بما قد علمتم . وفي أخبارنا نحن : من عمل بما يعلم ورثه الله علم ما لم يعلم حتى قيل : من علم بعشر ما يعلم ورثه الله علم ما يجهل . وقد روينا عن حذيفة بن اليمان : إنكم اليوم في زمان من ترك فيه عشر ما يعلم هلك ويأتي بعدكم زمان من عمل منهم بعشر ما يعلم نجا . هذا لقلة العاملين وكثرة البطالين . وفي كتابنا المجمل المختصر : واتقوا الله ويعلمكم الله واتقوا الله واعلموا واتقوا الله واسمعوا . واعلم أن من عمل بعلم أو نطق به فأصاب الحقيقة عند الله تعالى فله أجران ، أجر التوفيق وأجر العمل - وهذا مقام العارفين . ومن نطق بجهل أو عمل به وأخطأ الحقيقة فعليه وزران - وهذا مقام الجهال . ومن قال أو عمل بعلمه وأخطأ الحقيقة فله أجر لأجل العلم وهذا مقام علماء الظاهر . ومن قال بجهل أو عمل عملا وأصاب الحقيقة فعلية وزر لتركه طلب العلم وهذا مقام جهلة العابدين . ومثل العالم مثل الحاكم وقد قسم النبي صلَّى الله عليه وسلم الحكام ثلاثة أقسام فقال صلَّى الله عليه وسلم : القضاة ثلاثة : قاض قضى بالحق وهو يعلم فذاك في الجنة وقاض قضى بالجور وهو يعلم أو قضى بالجور وهو لا يعلم فهما في النار . ومن أحسن ما سمعت في قوله تعالى : * ( يا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً يُوارِي سَوْآتِكُمْ ) * [ الأعراف : 26 ] قيل العلم وريشا قيل اليقين ولباس التقوى أي الحياء .
وروينا عن وهب بن منبه اليماني في معناه : الإيمان عريان ولباسه التقوى وزينته الحياء وثمرته العلم وقد أسنده حمزة الخراساني عن الثوري فرفعه إلى عبد الله عن النبي صلَّى الله عليه وسلم وقد رويناه أيضا مسندا . قال مسعر عن سعد بن إبراهيم وسأله سائل : أي أهل المدينة أفقه ؟ فقال : أتقاهم لله عزّ وجلّ . وقال بعض العلماء : لو قال لي قائل أي الناس أعلم لقلت أورعهم ولو قال لي قائل أي أهل هذه المدينة خير ؟ لقلت : تعرفون أنصحهم لهم . فإذا قالوا نعم قلت هو خيرهم وقال آخر : لو قيل لي من أحمق الناس لأخذت بيد القاضي فقلت هذا وقال الله تعالى : * ( واتَّقُوا الله واسْمَعُوا ) * [ المائدة : 108 ] و * ( اتَّقُوا الله وقُولُوا قَوْلًا سَدِيداً ) * [ الأحزاب : 70 ] . فجعل تعالى مفتاح القول السديد والعلم الرشيد والسمع المكين التقوى ، وهي وصية الله تعالى من قبلنا وإيانا إذ يقول الله سبحانه وتعالى : * ( ولَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ من قَبْلِكُمْ وإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا الله ) * [ النساء : 131 ] . وهذه الآية

249

نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي    جلد : 1  صفحه : 249
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست