responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي    جلد : 1  صفحه : 239


أن الأمير هو الذي يتكلم في علم الفتيا والأحكام كذلك كان الأمراء يسئلون ويفتون والمأمور الذي يأمره الأمير بذلك فيقيمه مقامه ويستعين به لشغله بالرعية والمتكلف هو القاصّ الذي يتكلم في القصص السالفة ويقص أخبار من مضى لأن ذلك لا يحتاج إليه في الحال ولم يندب إليه من العلوم وقد تدخله الزيادة والنقصان والاختلاف . فلذلك كره القصص فصار القاصّ من المتكلفين .
وقد جاء في لفظ الحديث الآخر بتأويل معناه : لا يتكلم على الناس إلا ثلاثة : أمير أو مأمور أو مراء فكان قولهم : أمير هو المفتي في الأقضية والأحكام كما ذكرنا آنفا ومعنى مأمور هو العالم باللَّه عزّ وجلّ الزاهد في الدنيا يتكلم في علم الإيمان واليقين وفي علم القرآن والحث على مصالح أعمال الدين بأمر من الله تعالى أذن الله تعالى له في ذلك بقوله تعالى : * ( وإِذْ أَخَذَ الله مِيثاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ ولا تَكْتُمُونَهُ ) * [ آل عمران : 187 ] . وقد كان أبو هريرة وغيره يقولون : لو لا آيتان في كتاب الله تعالى ما حدثتكم بحديث أبدا ثم يتلو هذه والآية التي قبلها ويقول : قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلم : ما أتى الله تعالى عالما علما إلا أخذ عليه من الميثاق ما أخذ على النبيين أن يبينه ولا يكتمه .
وأما المرائي فهو المتكلم في علوم الدنيا الناطق عن الهوى يستميل بذلك قلوب الناس ويجتلب بكلامه المزيد من الدنيا والرفعة فيها . وقال بعض العلماء : كان الصحابة والتابعون بإحسان يتدافعون أربعة أشياء : الأمانة والوديعة والوصية والفتيا . وقال بعضهم : كان أسرعهم إلى الفتيا أقلهم علما وأشدهم دفعا لها وتوقفا عنها أورعهم . وقال بعض السلف :
كان شغل الصحابة والتابعين بإحسان في خمسة أشياء : قراءة القرآن ، وعمارة المساجد ، وذكر الله تعالى ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر . وفي الخبر عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلم : كل كلام ابن آدم عليه لا له إلا ثلاثا : أمر بمعروف ، أو نهي عن منكر أو ذكر الله تعالى . وقال الله أصدق القائلين : * ( لا خَيْرَ في كَثِيرٍ من نَجْواهُمْ إِلَّا من أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ) * [ النساء : 114 ] . ورأى بعض أصحاب الحديث بعض فقهاء الكوفة من أهل الرأي بعد موته في المنام قال : فقلت له ما فعلت فيما كنت عليه من الفتيا والرأي قال :
فكره وجهه وأعرض عني وقال ما وجدناه شيئا وما حمدنا عاقبته .
وحدثونا عن علي بن نصر بن علي الجهضمي عن أبيه قال : رأيت الخليل بن أحمد في النوم بعد موته فقلت : ما أجد أعقل من الخليل لأسألنه فقال لي : أ رأيت ما كنا فيه ؟
فإني لم أر شيئا ما رأيت أنفع من قول : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله والله ، أكبر . وحدثونا عن بعض الأشياخ قال : رأيت بعض العلماء في المنام فقلت له : ما فعلت

239

نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي    جلد : 1  صفحه : 239
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست