responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي    جلد : 1  صفحه : 237


تسمى علوما لأنها تكون معلومة وأربابها علماء بها إلا أن الشرع لم يرد بالأمر بمقتضاها والأمة مجمعة أيضا أنه لم يرد بذلك علم الفتيا والقضاء ولا علم افتراق المذاهب واختلاف الآراء وهذه تسمى علوما عند أهلها وبعضها فرض على الكفاية وكلها ساقطة عن الأعيان .
والخبر جاء بلفظ العموم بذكر الكلية وبمعنى الاسم فقال : طلب العلم فريضة ثم قال : على كل مسلم بعد قوله : اطلبوا العلم فكان هذا على الأعيان فكأنه على ما وقع عليه اسم العلم ومعناه المعهود المعروف بإدخال التعريف عليه فأشير بالألف واللام إليه فإذا بطلت هذه الوجوه صحّ أن قوله صلَّى الله عليه وسلم : طلب العلم فريضة على كل مسلم أي طلب علم ما بني الإسلام عليه فافترض على المسلمين علمه فريضة بدليل قوله صلَّى الله عليه وسلم للأعرابي حين سأله : أخبرني ما ذا افترض الله تعالى عليّ . وفي لفظ آخر : أخبرنا بالذي أرسلك الله تعالى إلينا به . فأخبره بالشهادتين والصلوات الخمس والزكاة وصوم شهر رمضان وحج البيت . فقال : هل علي غيرها ؟ فقال : لا إلا أن تطوع فقال : والله لا أزيد عليه شيئا ولا أنقص منه شيئا فقال : أفلح ودخل الجنة إن صدق فكان علم هذه الخمس فريضة من حيث كان معلومه فريضة إذ لا عمل إلا بعلم .
وقد قال عزّ وجلّ : * ( إِلَّا من شَهِدَ بِالْحَقِّ وهُمْ يَعْلَمُونَ ) * [ الزخرف : 86 ] . وقال في مثله : * ( حَتَّى تَعْلَمُوا ما تَقُولُونَ ) * [ النساء : 43 ] . وقال : * ( هَلْ عِنْدَكُمْ من عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ ) * [ الأنعام : 148 ] . وقال : * ( بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْواءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَنْ يَهْدِي من أَضَلَّ الله ) * [ الروم : 29 ] . وقال تعالى : * ( ولا تَتَّبِعْ أَهْواءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ . إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ من الله شَيْئاً ) * [ الجاثية : 18 - 19 ] . وقال سبحانه وتعالى : * ( فَاعْلَمُوا أَنَّما أُنْزِلَ بِعِلْمِ الله وأَنْ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ ) * [ هود : 14 ] . وقال : * ( فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) * [ الأنبياء : 7 ] . فهذه الآية افترض الله فيها طلب العلم وذلك الخبر الذي جاء في أبنية الإسلام الخمسة افترض رسول الله صلَّى الله عليه وسلم فيه هذه الأعمال ثم قال مجملا : طلب العلم فريضة ثم وكده بقوله صلَّى الله عليه وسلم على كل مسلم فكان تفسير ذلك وتفصيله أن علم هذه الخمس التي هي بنية الإسلام فرض لأجل فرضها .
وقد روينا عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلم من طريق مرسل أنه مر برجل والناس مجتمعون عليه فقال : ما هذا ؟ فقالوا رجل علامة فقال : بما ذا ؟ قالوا بالشعر والأنساب وأيام العرب . فقال :
هذا علم لا يضرّ جهله . وفي لفظ آخر : علم لا ينفع وجهل لا يضر . وروينا في الخبر : إن من العلم جهلا وإن من القول عيا . وفي الخبر الآخر : قليل من التوفيق خير من كثير من العلم . وفي خبر غريب : كل شيء يحتاج إلى العلم يحتاج إلى التوفيق والخبر المشهور

237

نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي    جلد : 1  صفحه : 237
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست