responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي    جلد : 1  صفحه : 206


عندهم فلم يجددوها وخربت فيما بينهم فلم يعمروها وماتت في صدورهم فلم يحيوها قدموها فبنوا بها آخرهم أحيوا ذكر الموت وأماتوا ذكر الحياة يحبون الله ويحبون ذكره ويستضيئون بنوره ويضيئون به لهم خبر عجيب وعندهم أعجب الخبر العجيب . وقال عزّ وجلّ في وصفهم : * ( ومن أَحْسَنُ من الله ) * [ المائدة : 50 ] حديثا والرَّبَّانِيُّونَ والأَحْبارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا من كِتابِ الله وكانُوا عَلَيْهِ شُهَداءَ وقال تعالى : * ( شَهِدَ الله أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ والْمَلائِكَةُ وأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ ) * [ آل عمران : 18 ] وفيها مقرأ غريب بمعنى الجمع للشهداء وكأنه جعل وصفا لما تقدم من ذكرهم في قوله تعالى : * ( الصَّابِرِينَ والصَّادِقِينَ ) * [ آل عمران : 17 ] . إلى قوله : * ( والْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحارِ ) * [ آل عمران : 17 ] . شهد الله أنه لا إله إلا هو وقال : * ( كَفى بِالله شَهِيداً بَيْنِي وبَيْنَكُمْ ومن عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ ) * [ الرعد : 43 ] . فهذا وصف يزيد على كل وصف ويستغرق نعت الواصفين ويجمع هذه المقامات السبعة من المراقبة والمشاهدة حالان عن مقامين مدار المقامات كلها عليهما ومستخرج المزيد من الكرامات منهما ، فأحدهما الخوف عن مقام العلم والحال الثاني الرجاء عن مقام العمل . فمن كان مقامه العلم باللَّه كان حاله الخوف منه ومن كان مقامه الرجاء لله تعالى كانت حاله المعاملة له . ألم تسمع إلى قوله تعالى : * ( إِنَّما يَخْشَى الله من عِبادِهِ الْعُلَماءُ ) * [ فاطر : 28 ] وقوله : * ( فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صالِحاً ولا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً ) * [ الكهف : 110 ] .

206

نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي    جلد : 1  صفحه : 206
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست