responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي    جلد : 1  صفحه : 151


حنفاء ويقول له : ويلك أما سمعتني أقول إن الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقا فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه فهذه أمثال القرآن يشهد منها العلماء أمثالهم وهي إذا كان الخطاب عند تدبره يفهم بها العارفون أذكارهم فيكون توبيخ الله عزّ وجلّ للغافلين بعزائم كلامه وغليظ خطابه أشد عليهم وأوجع لهم من أليم عقابه ، وذلك أن الله تعالى استخلص الدين لنفسه ولم يشرك فيه أحدا من خلقه فقال : * ( أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخالِصُ ) * [ الزمر : 3 ] يعني الطريق الموحد غير المشترك الصافي غير الكدر لأن الإخلاص التصفية من أكدار الهوى والشهوة وضده الشرك وهو الخلط بغيره من النفس والناس كما أنعم علينا بالرزق الخالص من بين الفرث والدم فتمت به النعمة فقال : * ( نُسْقِيكُمْ مِمَّا في بُطُونِهِ من بَيْنِ فَرْثٍ ودَمٍ لَبَناً خالِصاً ) * [ النحل : 66 ] فلو وجد فيه خلط من أحدهما لم تتم به النعمة علينا . فكذلك ينبغي أن يكون عملنا له خالصا من الهوى والشهوة لنستحق به الأجر والحظوة منه مع القيام بواجب الحق علينا فكما أنّا لو رأينا في اللبن الذي أنعم به علينا فرثا أو دما عافته أنفسنا فلم نأكله فكذلك الحكيم الخبير إذا رأى في عملنا خلطا من رياء أو شهوة رده علينا فلم يقبله وكما عمل لنا مما عملت يده بقدرته أنعاما ذللها لنا منها ركوبنا ومأكلنا فينبغي أن نشكره فنعمل له بعد الأكل عملا صالحا كما أمرنا بعد إذ أنعم الله علينا . فقال : * ( كُلُوا من الطَّيِّباتِ واعْمَلُوا صالِحاً ) * [ المؤمنون : 51 ] فمن جهل ما جعل الله لنفسه وترك ما أمر به من الإخلاص بالدين لوجهه استوجب المقت لجهله واستحق العقاب لمخالفته وفي تدبر ما قلناه الهرب من الخلق والبكاء على النفس إلى لقاء الحق لمن أشهد ووقف وأريد بالحضور فلم يصرف .

151

نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي    جلد : 1  صفحه : 151
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست