نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي جلد : 1 صفحه : 122
ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة ومن راج في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشا أقرن ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما أهدى دجاجة ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما أهدى بيضة . فإذا خرج الإمام طويت الصحف ورفعت الأقلام واجتمعت الملائكة عند المنبر يسمعون الذكر . فمن جاء بعد ذلك فكأنما جاء لحق الصلاة وليس من الفضل في شيء فالساعة الأولى تكون بعد صلاة الصبح والساعة الثانية تكون عند ارتفاع الشمس والثالثة تكون عند انبساطها وهي الضحى الأعلى إذا رمضت الأقدام بحر الشمس والساعة الرابعة تكون قبل الزوال والساعة الخامسة إذا زالت الشمس أو مع استوائها وليس الساعة الرابعة والخامسة مستحبتين للبكور ولا فضل لمصلي الجمعة بعد الساعة الخامسة لأن الإمام يخرج في آخرها فلا يبقى إلا فريضة الجمعة . ويقال : إن الناس يكونون في قربهم من الله عزّ وجلّ عند الزيارة للنظر إليه تعالى على قدر بكورهم إلى الجمعة . ودخل ابن مسعود يوم الجمعة بكرة فرأى ثلاثة نفر وقد سبقوه بالبكور فوجم لذلك وجعل يقول : رابع أربعة يعني نفسه وما رابع أربعة من الله ببعيد وهذا من اليقين في هذه المشاهدة للخبر . وقد جاء في الأثران : الملائكة يفتقدون العبد إذا تأخر عن وقته يوم الجمعة فيسأل بعضهم بعضا عنه ما فعل فلان وما الذي أخره عن وقته فيقولون : اللَّهم إن كان أخره فقره فأغنه وإن كان أخره مرض فاشفه وإن كان أخره شغل عنه ففرغه لعبادتك وإن كان أخره لهو فأقبل بقلبه على طاعتك ولا تقعد إلى القصاص يوم الجمعة فقد كره ذلك ولا في حلقة قبل الصلاة . وروينا في خبر مقطوع عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم ثلاث لو يعلم الناس ما فيهن لركضوا الإبل في طلبهن : الأذان ، والصف الأوّل ، والغدوّ إلى الجمعة . قال أحمد بن حنبل وقد ذكر هذا الحديث أفضلهن الغدوّ إلى الجمعة . وقد يروى في خبر آخر إذا كان يوم الجمعة قعدت الملائكة على أبواب المسجد بأيديهم صحف من فضة وأقلام من ذهب يكتبون الأول فالأول على مراتبهم . وروينا في الخبر عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم أنه نهى عن التحلَّق يوم الجمعة قبل الصلاة إلا أن يكون عالما باللَّه تعالى ، يذكر بأيام الله عزّ وجلّ ويفقه في دين الله عزّ وجلّ ، يتكلم في الجامع بالغداة فيجلس إليه فيكون جامعا بين البكور إلى الجمعة والاستماع إلى العلم ولا يدع الغسل لها يوم الجمعة إلَّا من ضرورة فإنه عند بعض العلماء فرض والاغتسال في البيت أفضل .
122
نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي جلد : 1 صفحه : 122