responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي    جلد : 1  صفحه : 118


عشر من شهر رمضان ويوم النصف من شعبان ويوم الجمعة ويوم العيد والأيام المعلومات وهي عشر ذي الحجة والأيام المعدودات وهي أيام التشريق . وفي الخبر صوم يوم عرفة يكفر سنتين سنة ماضية وسنة مستقبلة ، وصوم يوم عاشوراء كفارة سنة .
وقد روينا عن أنس بن مالك عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم : إذا سلَّم يوم الجمعة سلمت الأيام وإذا سلم شهر رمضان سلمت السنة وقال بعض علمائنا : من أخذ مهناه في هذه الأيام الخمسة في الدنيا لم ينل مهناه في الآخرة وقال هذه الأيام يرجى فيها الفضل من الله عزّ وجلّ والمزيد . فإذا اشتغلت فيها بهواك وعاجل الدنيا فمتى ترجو الفضل والمزيد يعني بالأيام الخمسة العيدين ويوم الجمعة ويوم عرفة ويوم عاشوراء . ومن فواضل الأيام بعد هذه يوم الاثنين ويوم الخميس يومان ترفع فيهما الأعمال إلى الله عزّ وجلّ . ومن الفاضل الشهور الأربعة الحرم وهي ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب خصهن الله عزّ وجلّ بالنهي عن الظلم فيهن لعظم حرمتهن ، فكذلك الأعمال لها فيهن فضل على غيرها وأفضلها ذو الحجة لوقوع الحج فيه ولما خصّ به من الأيام المعلومات والأيام المعدودات ثم ذو القعدة لجمعه الوصفين معا وهو من الأشهر الحرم ومن أشهر الحج فأما المحرم ورجب فليسا من أشهر الحج . وأما شوّال فليس من أشهر الحرم ولكنه من أشهر الحج وأفضل الأيام في الشهر العشران العشر الآخر والعشر الأوّل من ذي الحجة وبعدهما عشر المحرم من أوله فالأعمال في هذه الأيام لها فضل ومزيد على سائر الشهور .
وروينا عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم : من صام ثلاثة أيام من شهر حرام بعده الله من النار سبعمائة عام يوم الخميس ويوم الجمعة ويوم السبت . وفي خبر آخر صوم يوم من شهر حرام يعدل صوم ثلاثين يوما من غيره ، وصوم يوم من شهر رمضان يعدل صوم ثلاثين يوما من شهر حرام ، ثم إن أفضل الأوقات في جملة الأيام أوقات الصلوات الخمس .
وروينا أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم كان إذا دخلت العشر الأواخر من شهر رمضان طوى الفراش وشد المئزر . وفي حديث آخر : إذا دخلت العشر الأواخر دأب وأدأب أهله يعني أدام وأداموا التعب والنصب في العبادة . وفي الخبر عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ما من أيام العمل فيهن أفضل وأحب إلى الله عزّ وجلّ من أيام عشر ذي الحجة . إن صوم يوم منه يعدل صيام سنة وقيام ليلة منه يعدل قيام ليلة القدر . قيل : ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع منهما بشيء . وفي لفظ آخر إلا من عقر جواده وأهرق دمه . وإذا أحب الله عزّ وجلّ عبدا استعمله في الأوقات الفاضلة بأفضل

118

نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي    جلد : 1  صفحه : 118
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست