نام کتاب : رسالة الغفران نویسنده : أبي العلاء المعري جلد : 1 صفحه : 48
أنفاسه : أين هذه الباطية من التي ذكرها السّرويُّ في قوله : ولنا باطيةٌ مملوءةٌ * جونةٌ يتبعها برذينها فإذا ما حاردت أو بكأت * فتَّ عن خاتم أخرى طينها ثم ينصرف إلى عبيد فإذا هو قد أعطي بقاء التأبيد فيقول : السلام عليك يا أخا بني أسدٍ . فيقول : وعليك السلام وأهل الجنّة أذكياء لا يخالطهم الأغبياء لعلَّك تريد أن تسألني بم غفر لي فيقول : أجل وإنّ في ذلك لعجباً ! أألفيت حكماً للمغفرة موجباً ولم يكن عن الرَّحمة محجَّباً فيقول عبيدٌ : أخبرك أنّي دخلت الهاوية وكنت قلت في أيّام الحياة : من يسأل الناس يحرموه * وسائل الله لا يخيب وسار هذا البيت في آفاق البلاد فلم يزل ينشد ويخفُّ عني العذاب حتى أطلقت من القيود والأصفاد ثم كرِّر إلى أن شملتني الرحمة ببركة ذلك البيت وإنَّ ربّنا لغفور رحيم . فإذا سمع الشَّيخ ثبّت الله وطأته ما قال ذانك الرّجلان طمع في سلامة كثير من أصناف الشعراء . فيقول لعبيدٍ : ألك علم بعديِّ بن زيدٍ العباديّ فيقول : هذا منزله قريباً منك . فيقف عليه فيقول : كيف كانت سلامتك على الصَّراط ومخلصك من بعد الإفراط فيقول : إنِّي كنت على دين المسيح ومن كان من أتباع الأنبياء قبل أن يبعث محمد فلا بأس عليه وإنّما التّبعة على من سجد للأصنام وعدّ في
48
نام کتاب : رسالة الغفران نویسنده : أبي العلاء المعري جلد : 1 صفحه : 48