نام کتاب : رسالة الغفران نویسنده : أبي العلاء المعري جلد : 1 صفحه : 272
فإذا ضرب به ذارع الخمر ذكر من نظر في كتاب المبتدأ حديث طالوت لمّا أمر ابنته وهي امرأة داود صلّى الله عليه أن تدخله عليه وهو نائمٌ ليقتله . فجعلت له في فراش داود زق ! خمرٍ ودسته عليه وضربه بالسيف وسالت الخمر فظنَّ أنَّها الدّم فأدركه الأسف والنّدم فأومأ بالسيف ليقتل نفسه ومعه ابنته فأمسكت يده وحدَّثته ما فعلته فشكرها على ذلك . ويكون السّكران إذا ألمَّ بذلك المسجد ترتر ومزمز كما في الحديث واستنكه فإن أوجبت الصورة أن يجلد جلد ولا يقتصر له الشّيخ أغراه الله أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر على أربعين في الحدَّ على مذهب أهل الحجاز ولكن يجلده ثمانين على مذهب أهل العراق فإنَّها أوجع وأفجع . ويقال إن النبيّ صلى الله عليه وسلم جلد أربعين فلمّا صار الأمر إلى عمر بن الخطَّاب عليه السّلام استقلَّها فشاور علياً عليه السّلام فجعلاها ثمانين . وإذا صحّت الأخبار المنقولة بأنّ أهل الآخرة يعلمون أخبار أهل العاجلة فلعلّ حواريَّه المعدَّات له في الخلد يسألن عن أخباره من يرد عليهنّ من الصُّلحاء فيسمعن مرّةً أنّه بالفسطاط وتارةً أنّه بالبصرة ومرّةً أنّه ببغداد وخطرةً أنّه بحلب . فإذا شاع أمر التّوبة ومات ناسكٌ من أهل حلب أخبرهن بذلك فسررن وابتهجن وهنّأهنَّ جاراتهنَّ . ولا ريب أنّه قد سمع حكاية البيتين الثابتين في كتاب الاعتبار :
272
نام کتاب : رسالة الغفران نویسنده : أبي العلاء المعري جلد : 1 صفحه : 272