نام کتاب : رسالة الغفران نویسنده : أبي العلاء المعري جلد : 1 صفحه : 127
فيقول : لله درُّك يا أبا هدرش لقد كنت تمارس أوابد ومندياتٍ فكيف ألسنتكم أيكون فيكم عربٌ لا يفهمون عن الروم ورومٌ لا يفهمون عن العرب كما نجد في أجيال الإنس فيقول : هيهات أيّها المرحوم إنَّا أهل ذكاءٌ وفطنٍ ولا بدَّ لأحدنا أن يكون عارفاً بجميع الألسن الإنسيَّة ولنا بعد ذلك لسانٌ لا يعرفه الأنيس . وانا الذي أنذرت الجنَّ بالكتاب المنزل : أدلجت في رفقةٍ من الخابل نريد اليمن مررنا بيثرب في زمان المعو أي الرُّطب ف سمعنا قرآناً عجباً يهدي إلى الرُّشد فآمنَّا به ولن نشرك بربنا أحداً : وعدت قومي فذكرت لهم ذلك فتسرعت منهم طوائف إلى الإيمان وحثَّهم على ما فعلوه أنّهم رجموا عن استراق السَّمع بكواكب محرقاتٍ . فيقول : يا أبا هدرش أخبرني وأنت الخبير هل كان رجم النُّجوم في الجاهليَّة فإنَّ بعض النَّاس يقول إنَّه حدث في الإسلام . فيقول : هيهات أما سمعت قول الأوديِّ : كشهاب القذف يرميكم به * فارسٌ في كفِّه للحرب نار وقول ابن حجرٍ : فانصاع كالدُّرِّيِّ يتبعه * نقعٌ يثور تخاله طنبا ولكنَّ الرَجم زاد في أوان المبعث وإنَّ التِّخرُّص لكثيرٌ في الإنس والجنِّ وإنَّ الصِّدق لمعوزٌ قليلٌ وهنيئاً في العاقبة للصَّادقين .
127
نام کتاب : رسالة الغفران نویسنده : أبي العلاء المعري جلد : 1 صفحه : 127