responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : ملا محمد مهدي النراقي    جلد : 1  صفحه : 128


( ومنها ) أن يكون مستجاب الدعوات ، بل له الكرامات وخرق العادات . والسر فيه أن النفس كلما ازدادت يقينا ازدادت تجردا ، فتحصل لها ملكة التصرف في موارد الكائنات . قال الإمام أبو عبد الله الصادق - عليه السلام - : " اليقين يوصل العبد إلى كل حال سني ومقام عجيب ، كذلك أخبر رسول الله - صلى الله عليه وآله - من عظم شأن اليقين حين ذكر عنده أن عيسى بن مريم - عليه السلام - كان يمشي على الماء ، فقال : لو زاد يقينه لمشي في الهوى " . فهذا الخبر دل على أن الكرامات تزداد بازدياد اليقين ، وأن الأنبياء مع جلالة محلهم من الله متفاوتون في قوة اليقين وضعفه .
مراتب اليقين :
وقد ظهر مما ذكر : أن اليقين جامع جميع الفضائل ولا ينفك عن شئ منها ، ثم له مراتب : ( أولها ) علم اليقين ، وهو اعتقاد ثابت جازم مطابق للواقع - كما مر - وهو يحصل من الاستدلال باللوازم والملزومات ، ومثاله اليقين بوجود النار من مشاهدة الدخان . و ( ثانيها ) عين اليقين ، وهو مشاهدة المطلوب ورؤيته بعين البصيرة والباطن ، وهو أقوى في الوضوح والجلاء من المشاهدة بالبصر ، وإلى هذه المرتبة أشار أمير المؤمنين ( ع ) بقوله : " لم أعبد ربا لم أره " بعد سؤال ذعلب اليماني عنه - عليه السلام - : أرأيت ربك ؟ وبقوله - عليه السلام - : " رأى قلبي ربي " .
وهو إنما يحصل من الرياضة والتصفية وحصول التجرد التام للنفس ، ومثاله اليقين بوجود النار عند رؤيتها عيانا . و ( ثالثها ) حق اليقين ، وهو أن تحصل وحدة معنوية وربط حقيقي بين العاقل والمعقول ، بحيث يرى العاقل ذاته رشحة من المعقول ومرتبطا به غير منفك عنه ، ويشاهد دائما ببصيرته الباطنة فيضان الأنوار والآثار منه إليه ، ومثاله اليقين بوجود النار بالدخول فيها من غير احتراق . وهذا إنما يكون لكمل العارفين بالله المستغرقين في لجة حبه وأنسه ، المشاهدين ذواتهم بل سائر الموجودات من رشحات فيضه الأقدس ، وهم الصديقون الذين قصروا أبصارهم الباطنة على ملاحظة جماله ومشاهدة أنوار جلاله . وحصول هذه المرتبة يتوقف على مجاهدات شاقة

128

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : ملا محمد مهدي النراقي    جلد : 1  صفحه : 128
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست