responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : ملا محمد مهدي النراقي    جلد : 1  صفحه : 114


الأخروية ، ولم يكن باعثه شيئا من المراء والمجادلة ، والمباهاة والمفاخرة ، والوصول إلى جاه ومال ، أو التفوق على الأقران والأمثال . قال الباقر عليه السلام : " من طلب العلم ليباهي به العلماء أو يماري به السفهاء أو يصرف به وجوه الناس فليتبوأ مقعده من النار ، إن الرئاسة لا تصلح إلا لأهلها " . وقال الصادق ( ع ) : " طلبة العلم ثلاثة ، فأعرفهم بأعيانهم وصفاتهم : صنف يطلبه للجهل [10] والمراء ، وصنف يطلبه للاستطالة والختل ، وصنف يطلبه للفقه والعقل . فصاحب الجهل والمراء مؤذ ممار ، متعرض للمقال في أندية الرجال بتذاكر العلم وصفة الحلم ، وقد تسر بل بالخشوع وتخلى من الورع ، فدق الله من هذا خيشومه وقطع منه حيزومه . وصاحب الاستطالة والختل ذو خب وملق ، يستطيل على مثله من أشباهه ، ويتواضع للأغنياء من دونه ، فهو لحلوانهم [11] هاضم ولدينه حاطم ، فأعمى الله على هذا خبره وقطع من آثار العلماء أثره . وصاحب الفقه والعقل ذو كآبة وحزن وسهر ، قد تحنك في برنسه وقام الليل في حندسه ، يعمل ويخشى وجلا داعيا مشفقا مقيلا على شأنه عارفا بأهل زمانه مستوحشا من أوثق أخوانه ، فشد الله من هذا أركانه وأعطاه يوم القيامة أمانه " .
( ومنها ) أن يعمل بما يفهم ويعلم ، فإن من عمل بما يعلم ورثه الله ما لم يعلم . وقال الصادق ( ع ) : " العلم مقرون إلى العمل ، من علم عمل ، ومن عمل علم ، والعلم يهتف بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل عنه " . وعن السجاد ( ع ) : " مكتوب في الإنجيل : لا تطلبوا علم ما لا تعملون ولما تعملوا بما علمتم ، فإن العلم إذا لم يعمل به لم يزدد صاحبه إلا كفرا ولم يزدده من الله إلا بعدا " . وعن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - : " من أخذ العلم من أهله وعمل بعلمه نجا ، ومن أراد به الدنيا فهي حظه " . وعنه



[10] ( الجهل ) هنا بمعنى الجفاء والغلظة .
[11] قال الشيخ ( ملا صالح المازندراني ) تعليقته على أصول الكافي عن هذا الحديث " الحلوان - بضم الحاء المهملة وسكون اللام - ما تأخذه الحكام والقضاة والكاهن من الأجر والرشوة على أعمالهم ، يقال : حلوته أحلوه حلوانا ، فهو مصدر كالغفران ، ونونه زائدة ، وصله من الحلاوة ، وفي بعض النسخ ( بحلوائهم ) - بالهمزة بعد الألف - والحلوا . - بالمد والقصر - ما يتخذ من الحلاوة " .

114

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : ملا محمد مهدي النراقي    جلد : 1  صفحه : 114
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست