نام کتاب : تربية الطفل في الإسلام نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 18
يعيشها ، بدءا بالأشهر الأولى من الحمل ، والسنين الأولى من الولادة والمراحل اللاحقة بها . والأجواء المتوترة تترك آثارها على شخصية الطفل المستقبلية ، و ( إن الاضطرابات السلوكية والأمراض النفسية التي تصيب الطفل في حداثته والرجل في مستقبله ، تكون نتيجة المعاملة الخاطئة للأبوين كالاحتكاكات الزوجية التي تخلق الجو العائلي المتوتر الذي يسلب الطفل الامن النفسي ) [1] . ويقول العالم جيرارد فوجان : ( والام التي لا تجد التقدير الكافي كإنسانة وأم وزوجة في المنزل لا تستطيع ان تعطي الشعور بالأمن ) [2] . فالشعور بالأمن والاستقرار من أهم العوامل في بناء شخصية الطفل بناء سويا متزنا ، وهذا الشعور ينتفي في حالة استمرار الخلافات والعلاقات المتشنجة ، والطفل في حالة مثل هذه يكون مترددا حيرانا لا يدري ماذا يفعل ، فهو لا يستطيع إيقاف النزاع والخصام وخصوصا إذا كان مصحوبا بالشدة ، ولا يستطيع ان يقف مع أحد والديه دون الآخر ، إضافة إلى محاولات كل من الوالدين بتقريب الطفل اليهما باثبات حقه واتهام المقابل بإثارة المشاكل والخلافات ، وكل ذلك يترك بصماته الداكنة على قلب الطفل وعقله وارادته . يقول الدكتور سپوك : ( إن العيادات النفسية تشهد آلاف الحالات من
[1] أضواء على النفس البشرية ، للدكتور الزين عباس عمارة : 302 - دار الثقافة بيروت - 1407 ه ط 1 . [2] أضواء على النفس البشرية ، للدكتور الزين عباس عمارة : 302 - دار الثقافة بيروت - 1407 ه ط 1 .
18
نام کتاب : تربية الطفل في الإسلام نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 18