قليلاً . وهذا النوع عادة من النوع الجاد المتشدد . وبعضهم يميل إلى تكميل النفس بمدح طاقاتها العظيمة ، التي أودعها الله تعالى فيها ، فيدعو إلى تنميتها وترقيتها حتى تبلغ مستوىً عالياً من العبودية والقرب من الله تعالى ، بل تصل إلى الفناء فيه عز وجل ! وأصحاب هذا الاتجاه من المعجبين بالفلسفة اليونانية والصوفية الفارسية . وفي كلا الإتجاهين إيجابيات وسلبيات ، وينبغي التنبيه على سلبية العنف والقسوة في الاتجاه الأول ، وإغراء الطالب بالذاتية في الاتجاه الثاني وتضليله بأنه يسير في مراحل التكامل حتى يصل إلى مقام الفناء في الله تعالى ، ويبلغ بهم الغلو أنهم يصادرون بعض صفات الأنبياء والأوصياء صلوات الله عليهم ، ويخلعونها على شخص لم ينتصر على نفسه في أداء الواجبات وترك المحرمات والشبهات ، وترك الدنيا الحرام ومغرياتها ! 6 - الهامشيون ، وهم طلبة علم بالاسم لكنهم عاديون جداً . مُتهمون بطلب العلم وهم منه براء براءة الذئب من دم يوسف ( عليه السلام ) , فترى أحدهم لا يُتعب نفسه في درس ولا بحث ولا بفتح كتاب ومطالعته ! ليس في العير من العلم ولا النفير ، لكنهم حاضر دائماً ، في أول عير الحوزة وآخر نفيرها ! وينبغي الإلفات إلى أن هذه الأقسام التي ذكرناها ، لا تستوعب كل أنواع الطلبة في الحوزة . كما لا يتسع المجال لوصفهم وعرض أفكارهم . * *