فجهاز الحاخامات مثلاً خضع في تاريخه وحاضره للحكام ، ولزعماء بني إسرائيل ، حتى فقد الكثير من مصداقيته ، حتى عند اليهود أنفسهم . وأضعف منه الجهاز الكنسي الذي تحمل أوزار الحكم البابوي في القرون الوسطى ، فثار عليه جمهوره ، وسجنوه في قفص الفاتيكان والكنيسة . أما الأجهزة الدينية للمذاهب السنية ، من أزهر مصر ، وجامع الزيتونة ، وجامعة القرويين ، ومشيخات الصوفية في العالم الاسلامي ، ومشيخة الاسلام في استانبول ، فلم تصمد أمام الغزو الغربي ، وفقدت نفوذها وصارت مؤسسات بيد الحكومات ، وصار علماؤها موظفين ! بينما قاوم الجهاز الديني الشيعي فحافظ على استقلاله ، حتى في مقابل الحاكم الشيعي ! لذلك يفتخر الإنسان الشيعي بأن مرجعيته وجهازه الديني هو الاستثناء الوحيد بين الأجهزة الدينية ، الذي حفظ استقلاله عبر العصور ، وواصل فاعليته لخير طائفته وعامة المسلمين ، معتمداً على صمود مراجعه وعلمائه ، وتمويل متديني الشيعة وأخيارهم .