وقد تكون المسألة المطروحة نحوية ، أو لغوية ، أو أدبية ، أو أصولية ، أو فقهية . فهذه المجالس في الحقيقة دواوين علم ، ومجالس بحث وحوار ، ومعاهد تربية علمية واجتماعية ، وهي تكشف مستوى الطالب ، ومدى هضمه واستيعابه للمسألة التي يطرحها ، أو يشارك في نقاشها . كما تكشف طريقة تفكير الطالب وأسلوب مناقشته ، ومدى منطقيته وعقله وتدينه ، عندما ينكشف له خطؤه ويظهر له وجه الحق في المسألة . وتكشف الطالب الشاذ الذي يعتبر البحث العلمي منازلة شخصية ، فلا يقنع بالرأي المخالف ، ويواصل الجدل إلى حد المماحكة والمراء ! فيعرفه الطلبة بذلك ويسجلون عليه في أنفسهم درجة سلبية ، بينما يحترمون الطالب المنصف الذي يصغي ويتفهم ، ويقبل الحق عندما يظهر له . كما تكشف عن نوعية أخرى من الطلبة والعلماء ، تراهم طول المجلس ساكتين يستمعون ، لكن إذا تكلم أحدهم سكت الجميع وأنصتوا ، لأنهم يعلمون أنه من الوزن الثقيل ، يتكلم بزبدة القول وفصل الخطاب ! * *