فيتعلم منه الأخلاق والروحانيات . ومن ذلك الأستاذ في حل مشكلات ، فيراجعه الطالب في مشكلاته وأموره الشخصية والاجتماعية ، ثقة منه بعقله ورأيه ، ويعمل بتوجيهه . ومن ذلك الأستاذ الموجه العام ، ومن هذا النوع كان لي الشيخ مفيد الفقيه حفظه الله ، فأنا أعبر عنه بأستاذي اعترافاً برعايته وخدماته وفضله عليَّ ، رغم أني لم أدرس عنده ، وافترقت عنه في خطي العملي والسياسي . فهو الذي دلني على السيد الصدر ( رحمه الله ) وحزب الدعوة ، لكنه انسحب من الأيام الأولى دفعة واحدة ، وترك حتى بحث السيد الصدر ( رحمه الله ) ، وقد كان مع بضعة طلاب أول من حضره ! وسألته عن السبب فلم يخبرني إلا بعد سنين ، قال إن السيد الصدر يتبنى بعض نظريات الميرزا النائيني ( رحمه الله ) وينسبها إلى نفسه ، ولم يقنعني ذلك واعتبرت أن السبب الحقيقي تخوفه من التهمة التي شاعت في الحوزة بأن السيد الصدر حزبي ! وبقيت أنا على علاقتي بالسيد الصدر ( رحمه الله ) وعلى علاقتي بالشيخ مفيد ، الذي تولى توجيهي من يوم دخولي إلى النجف ، وأخجلني بنبله وخدماته ، فأنا مدين له بالفضل كأستاذي الشيخ إبراهيم سليمان ، وما زلت أدعو الله تعالى أن يجزيهما عني خير الجزاء . ومن صفات الشيخ مفيد حفظه الله ، أنه قوي الإيمان ، هادئ ، صبور ،