وعن ذكرياته عن شخصيات علمائية مميزة كالشيخ محمد حسين كاشف الغطاء ، والسيد محسن الأمين ، وغيرهما . فكان معجباً بالمواقف الشجاعة للشيخ كاشف الغطاء ( رحمه الله ) ، وبجدية السيد الأمين ( رحمه الله ) في البحث والتأليف ، قال : كنا مجموعة من الطلبة قصدنا بيته ذات ليلة من ليالي الصيف وطرقنا الباب ، فأطل ( رحمه الله ) من شرفة السطح وردَّ سلامنا وقال : ماذا تأمرون ؟ قلنا : جئنا نسهر عندكم ، ونشرب الشاي . فاعتذر بأنه مشغول في التأليف وقال : سأدلي لكم بالزنبيل من أحسن أنواع الشاي والسكر ، فاذهبوا إلى بيت أحدكم ، واشربوا الشاي ! وكم كانت فرحتي كبيرة عندما جاء والدي ( رحمه الله ) وقال لي : إن أولاد الشيخ علي الفقيه جاؤوا من النجف لقضاء الصيف ، فتعال معي لنزورهم ونرتب أمر إرسالك معهم إلى النجف الأشرف ! وأخذ لي الوالد ( رحمه الله ) إجازة من أستاذي ، وذهبنا إلى حاريص فرحب بنا الشيخ علي الفقيه ( رحمه الله ) ، وتعرفت على ابنه الشيخ عبد الإله ، وكان أمضى مدة في النجف ودراسته في مستوى دراستي ، وكنت أدرس الشرائع والمعالم ، ودعوت هذا الطالب النجفي العزيز إلى قريتنا . ثم أخذني الوالد إلى بيروت لنحصل على جواز سفر ، وتأشيرة العراق . وعدت إلى البياض لأودع أستاذي وزميلي ، وأشخاصاً وأشياء وبقاعاً عزيزة عليّ ، لكن فرحتي بالسفر إلى النجف لا تفوقها فرحة .