كما تعرفت على المرحوم الأستاذ كامل سليمان ( رحمه الله ) أخ أستاذنا ، وهو شاعر وصاحب كتاب يوم الخلاص ، وكان مدير ثانوية في صور ، لطيف المعشر ذكي ، وكان ينشدنا قصائد طريفة . سألني ذات يوم : هل تستطيع أن تذهب ماشياً إلى قانا ( 4 كم ) ولا تضع قدميك إلا على حجر ؟ قلت : لا . قال : أنا فعلتها ولم تمس قدماي التراب ، بل كنت أقفز من حجر إلى حجر ! وتعرفت أكثر على أقاربنا مشايخ حاريص ، وكبيرهم الشيخ علي الفقيه وكان وجيهاً معروفاً في جبل عامل ( رحمه الله ) ، يقصده الناس للحاجات وحل المشكلات ، وكان اجتماعياً من الدرجة الأولى ، مرتب الشكل والحديث . وكان يرسل أبناءه كلهم إلى حوزة النجف ويقول : من أراد منهم أن يبقى ويكون عالماً فبها ونعمت ، وإلا يتعلم ما يحفظ به دينه . وبقي في النجف ثلاثة من أولاده وصاروا علماء وهم الشيخ يوسف والشيخ عبد الرحمن ، وأكبرهم أستاذنا الشيخ مفيد حفظه الله ، وقد أسس حوزة علمية في حاريص ، وسيأتي ذكره في الحديث عن النجف . ومنهم الشيخ عبد الإله الفقيه ( رحمه الله ) ، وهو زميلي في مرحلة في النجف ، أما كبير آل الفقيه في النجف ، فهو آية الله الشيخ محمد تقي الفقيه ( رحمه الله ) . كما تعرفت على علماء وشخصيات ، في ذهابي مع أستاذنا ( رحمه الله ) إلى عدد من قرى المنطقة قانا ، وحناويه ، وعيثيث ، وجويا ، ومزرعة مشرف ، ودير انطار ، ودير عامص ، وحاريص ، وتبنين ، وصديقين ، وزبقين .