فلا يقبل العقل أن ينزل الله ديناً من دستور وقوانين ، ثم يجعل تفسيره وتطبيقه مشاعاً لكل من تصدى لقيادة الناس به ؟ ! ولا يأذن لكل إنسان أن يدعو إلى الإسلام ويقيم دولته بإمرته ! لأنه ستتعدد الحركات الإسلامية في العالم وفي البلد الواحد والحي الواحد ؟ ! فلا يعقل أن يأذن الله تعالى لهم كلهم ويعطيهم الشرعية ويدعوهم إلى الصراع على الحكم ؟ ! وقد رويتم أن هذا الحق محصور في أعلم الأمة وأفقهها ، وأن النبي ( صلى الله عليه وآله ) سمى الدعاة الجهلة ضالين متكلفين ، فقال : « من ضرب الناس بسيفه ودعاهم إلى نفسه ، وفي المسلمين من هو أعلم منه ، فهو ضال متكلف » ! وفي الإحتجاج : 2 / 118 : « عن عبد الكريم بن عتبة الهاشمي قال : كنت عند أبي عبد الله بمكة إذ دخل عليه أناس من المعتزلة ، فيهم عمرو بن عبيد ، وواصل بن عطا ، وحفص بن سالم ، وأناس من رؤسائهم وذلك أنه حين قتل الوليد ، واختلف أهل الشام بينهم فتكلموا فأكثروا وخطبوا فأطالوا . فقال لهم أبو عبد الله جعفر بن محمد ( عليه السلام ) : إنكم قد أكثرتم علي فأطلتم ، فأسندوا أمركم إلى رجل منكم ، فليتكلم بحجتكم وليوجز . فأسندوا أمرهم إلى عمرو بن عبيد ، فأبلغ وأطال فكان فيما قال : قتل أهل الشام خليفتهم ، وضرب الله بعضهم ببعض ، وتشتت أمرهم ، فنظرنا فوجدنا رجلاً له دين وعقل ومروة ومعدن للخلافة وهو محمد بن عبد الله بن الحسن فأردنا أن نجتمع معه فنبايعه ، ثم نظهر أمرنا معه ، وندعو