وسرعان ما جرت الأمور بمقادير الله تعالى ، بغير ما كنا نقدر أو نتصور فقتل أبو عصام ( رحمه الله ) ، ثم اعتقل الشيخ عارف وقتل ( رحمه الله ) ، ثم سلَّمَ الملك حسين أبا حسن إلى صدام ، فقتله . وانتصرت الثورة في إيران ، فاندفع السيد الصدر ( رحمه الله ) في تأييدها ، فقتل . ولم نكن نعلم أن كل مرحليتنا وتنظيراتنا كان بعضها خيالياً طوبائياً ، وبعضها واقعياً ، لكن الأحداث درفتها جميعاً . لم نكن نعلم أنا على عتبة حرب يشنها البعثيون على إيران دامت ثمان سنوات ، واخترعوا منها المبرر تلو المبرر ، لإبادة الدعوة ، والحوزة والمرجعية ، والشيعة في العراق ، حتى قال صهر صدام وهو يضرب بمدفعية دباته الحرم الحسيني في كربلاء : لا شيعة بعد اليوم ! لقد قرع بقوله أسماعنا التي أصيبت بالصمم ، وقال لنا إن الواقع طائفي وليس إسلامياً ، وإن السياسة الفاعلة سياسة الإبادة الأموية ، لا خيالاتكم بإقامة دولة الخلافة ، وأمنياتكم بالوحدة مع جلادين طائفيين !