responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إلى طالب العلم نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 19


يا كميل هلك خزان الأموال وهم أحياء ، والعلماء باقون ما بقي الدهر . أعيانهم مفقودة وأمثالهم في القلوب موجودة . ها ، إن هاهنا لعلماً جماً ، وأشار إلى صدره ، لو أصبت له حملة ! بلى أصبت لقناً غير مأمون عليه ، مستعملاً آلة الدين للدنيا ، ومستظهراً بنعم الله على عباده ، وبحججه على أوليائه . أو منقاداً لحمَلة الحق ، لا بصيرة له في أحنائه ، ينقدح الشك في قلبه لأول عارض من شبهة . ألا لا ذا ، ولا ذاك !
أو منهوماً باللذة ، سلس القياد للشهوة ، أو مغرماً بالجمع والإدخار ، ليسا من رعاة الدين في شئ ، أقرب شئ شبهاً بهما الأنعام السائمة ! كذلك يموت العلم بموت حامليه !
اللهم بلى ، لا تخلو الأرض من قائم لله بحجة ، إما ظاهراً مشهوراً أو خائفاً مغموراً ، لئلا تبطل حجج الله وبيناته . وكم ذا ، وأين أولئك ؟ أولئك والله الأقلُّون عدداً والأعظمون قدراً ، يحفظ الله بهم حججه وبيناته حتى يودعوها نظراءهم ، ويزرعوها في قلوب أشباههم . هجم بهم العلم على حقيقة البصيرة ، وباشروا روح اليقين ، واستلانوا ما استوعره المترفون ، وأنسوا بما استوحش منه الجاهلون ، وصحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالمحل الأعلى . أولئك خلفاء الله في أرضه ، والدعاة إلى دينه . آه آه شوقاً إلى رؤيتهم ! انصرف يا كميل إذا شئت » . ( نهج البلاغة : 4 / 36 ) .
فالإمام ( عليه السلام ) يتكلم عن علم خاص لم يجد له أهلاً ، وإلا فقد بذل هو العلم أكثر من غيره ، فهو يقول للمسلمين إن عدم بذله هذا العلم الخاص ليس

19

نام کتاب : إلى طالب العلم نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 19
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست