وهكذا تضاءل تأثير الأضواء على الناس ، لأن المتدينين التقليديين لم يعودوا حريصين عليها ، والمتدينين الشباب الذين كنا نسميهم « الواعين » كانوا يرونها نافعة ، لكن الذي يسد حاجتهم هو النشرة التنظيمية . وكانت الأضواء عملياً هي الشيخ الحلفي ( رحمه الله ) فهو صاحب الامتياز ، وهو المتفرغ ، والمسؤول عن تدبير ماليتها من السيد الحكيم ( رحمه الله ) والخيرين . وكان أصعب عمله تهيئة المقالات ، فكُتَّاب الموضوعات التي يريدها قلة فكان يستكتب حتى الناشئين أمثالي ، وكان عمري يومها ثمان عشرة سنة . وقد كتبت في السنة الثالثة موضوعاً بعنوان : وداعة الحياة في نظر المؤمن ، ثم موضوعاً في العدد التاسع بعنوان : أخي المثقف علينا أن نفهم الإسلام . وقد هنأني يومها الشيخ محمد مهدي شمس الدين ( رحمه الله ) على هذا القلم الجيد لكني قرأت الموضوعين بعد ذلك فرأيتهما عاديين ، تغلب فيهما العاطفة على العلمية ، ولا يتناسبان بحال مع مجلة تحمل اسم حوزة النجف ! ثم كتبت في السنة الرابعة افتتاحية الأضواء « كلمتنا » لعددين بعنوان : الصلة بين النبوة والإمامة ، وكان أسلوبي شديداَ في نقد منكري الإمامة ، فعاتبني أستاذنا الصدر ( رحمه الله ) بعد صدور العدد ، حيث لم يكن يرى المقالات أحد سوى الشيخ كاظم الحلفي ( رحمه الله ) ! * *