أردنا الخروج من بيت السيد ( رحمه الله ) قال لنا الحاج عباس : تعالوا نذهب معاً إلى المدرسة اللبنانية مشياً ، لنرى من يتعرض لنا من هؤلاء الكلاب ! وذهبنا بضعة طلبة ومعنا الحاج عباس ( رحمه الله ) وكان مسلحاً ، ومررنا في شارع ( الفيترجية ) مُصَلِّحِي السيارات ، وكنا لا نمر فيه خوفاً من إهانتهم ! ونشرت بعض الصحف في بغداد الفتوى ، فكان لها تأثير غير عادي أنساً واستبشاراً في نفوس المتدينين وحتى القوميين والبعثيين ، وصدمة وخوفاً في نفوس الشيوعيين ، ومقاومتهم الشعبية والمنظمات النصيرة لهم ! وبدأت على أثر الفتوى حركة شعبية تعلن تأييدها للمرجعية ، وكانت البصرة أول المبادرين ، ففيها علماء شجعان مثل السيد مير محمد القزويني والسيد علي عبد الحكيم ، فعقدوا اجتماعات وألقوا الخطب ، وتحركوا إلى النجف بوفود جماهيرية مؤيدة . ولعل أول وفد جاء مؤيداً للسيد الحكيم ( رحمه الله ) ، كان من مدينة غماس القريبة من النجف ، فقد كانوا عدة ( لوريات ) أي سيارات خشبية كبيرة ، كانت رائجة يومها ، إلى جانب السيارات الصغيرة التي تسمى ( الحوض ) . وقد رأيتهم عند سوق العمارة يسألون عن بيت السيد محسن الحكيم ( رحمه الله ) ، فمشيت معهم حتى دخلوا على السيد ( رحمه الله ) وزاروه ، وهتفوا تأييداً له . ولما كثرت الوفود رأى مشاوروا السيد ( رحمه الله ) أنه لا بد من انتقاله إلى الكوفة لأن بيته في النجف صغير ويقع في زقاق ضيقة ، وبيته في الكوفة في شارع