القرية إلى بيت أستاذي ، فوجدت الشريفة في الطريق مشدوهةً ، ولما رأتني صاحت : يا شيخ علي أنظر ! أخذها أخذها ، ها ، ذاك هو ، نزل من هنا ! ونظرت فرأيت الثعلب يحمل دجاجة ويركض منحدراً باتجاه مرج الصفراء آخر وادي عاشور ، فركضت خلفه وضربت عليه أحجاراً فسبقني وغاب بين الصخور ، فصحت بكلب حراستي مراراً وإذا به جاء فأشرت له باتجاه الثعلب وركضت فركض معي ، وكأنه شم رائحته أو رآه فسبقني وتوغل بين الصخور الكبيرة ، وبعد دقائق عاد وفي فمه الدجاجة مجروحة في جناحيها فأخذتها منه ، وصعدت بها إلى الشريفة ، ففرحت ! قال لي أحدهم لقد رأيت الكلب في الجهة الثانية من وادي عاشور ، منقضاً من ذلك الجبل كالسهم ، فتعجبت حتى عرفت أنك ناديته فجاءك ! 11 - دير عامص والحاج سعيد الآغا كنت معنياً بمعرفة الناس والقرى ، وقد استفدت كثيراً من فترة العصر في بيت أستاذنا ( رحمه الله ) ، وكان يجلس ويعمل في تأليف ، ويستقبل زائريه الذين يأتون من القرية وخارجها للأنس وشرب الشاي ، أو لمعرفة مسألة شرعية أو لطلب المساعدة في حل مشكلة . كما كنت أذهب مع أستاذي إلى بعض هذه القرى ، في مناسباتهم . وأقرب القرى إلى البياض دير عامص وتكاد تتصل بها ، وأصلها عاموس ، وهو من أنبياء التوراة وفيها سفر عاموس .