والأهم من إتقان هذه المواد ، الفوائد الكثيرة من الأستاذ ( رحمه الله ) في العقائد والفقه والتاريخ والسيرة والأدب ، والتعرف منه على العلماء الذين درس عندهم وزاملهم وعاصرهم ، وكثير من قصصهم التربوية للطالب . فعندما كان يوجهنا إلى الاهتمام بالمباحثة ، كان ينقل قصص المباحثة ، وينتقد الطالب الذي يكابر ويجادل ولا يعترف بخطئه عندما يتبين له وجه الحق ، ويمدح الشيخ يوسف الفقيه ( رحمه الله ) ويقول : ما رأيت مثله ! فقد كان في عمر والدنا ، لكن عندما نناقشه في مسألة ويتبين له خطؤه ، يتغير فجأة من مدافع متشدد إلى شاكر مؤيد فيقول : أحسنت أحسنت ، انتبهت إلى وجه الحق في المسألة ، جزاك الله خيراً . وكان أستاذنا ( رحمه الله ) يهتم بالقصص المؤثرة المفسرة للآيات والأحاديث الشريفة . وقد حفظت منه الكثير ، جزاه الله خيراً ، وقدس نفسه الزكية . * * 6 - أكملت قطر الندى فأخذني الوالد إلى السيد ( رحمه الله ) جاء الوالد ( رحمه الله ) إلى البياض ليزور أستاذي الشيخ ( رحمه الله ) ويتفقدني ، فأخبرته أني أكملت القطر وبدأت بدراسة الألفية ، ففرح بذلك وأخذني معه إلى صور لزيارة السيد شرف الدين ( رحمه الله ) وكأنه كان أخبره أني في أواخر القطر . فلما دخلت وسلمت أجابني السيد ( رحمه الله ) باستبشار : وعليكم السلام ، أهلاً وسهلاً ، أعرب : أهلاً وسهلاً . فقبلت يده وجلست وأجبته : مفعولين