9 - تأثير الأضواء وتخوف البعثيين والقوميين منها كان لصدور الأضواء تأثير واسع في بغداد ومحافظات العراق ، ولم يكن ينظر إليها على أنها مجلة ، بل على أنها مرحلة من حملة المرجعية على الشيوعية واستمرارٌ لمنشورات جماعة العلماء ، فلغتها نفس اللغة ، وعليها عبارة : ( نشرة إسلامية عامة ، تشرف عليها اللجنة التوجيهية لجماعة العلماء ) فهي مجلة رسمية للجنة التوجيهية لجماعة علماء النجف ، المؤيدة رسمياً من المرجعية . وهذا أمرٌ أعطى الأضواء ثقلاً علمياً ودينياً عند الناس ، وثقلاً سياسياً في نظر الدولة والقوميين والبعثيين ! ولذلك كانوا يسمون الناشطين المتدينين في المحافظات بجماعة الأضواء أو جماعة الحكيم ، وأشاعوا أنهم حزب يعمل لقلب النظام والوصول إلى الحكم ، واشتكوا عليهم عند المرجع وكبار العلماء بأنهم حزب سري ، لتخويفهم منهم ، واشتكوا عليهم عند السلطة لتأليبها عليهم ! وينبغي الإلفات إلى أن القوميين كانوا يرفعون شعار العروبة وتأييد جمال عبد الناصر ، ويتلقون دعماً مالياً وسياسياً من مصر لأنهم يمثلون التيار العروبي الناصري في العراق ، وكان البعثيون على هامشهم ، لكن المصريين أعجبتهم شراسة البعثيين وجرأتهم عندما عرضوا عليهم قتل عبد الكريم قاسم ، فوافقوا ! وقد اعترف علي صالح السعدي في مذكراته وهو أمين سر حزب البعث يومها ، بأنهم تلقوا مبلغاً من السفارة المصرية في بغداد ، لقتل عبد الكريم قاسم .