نام کتاب : النظرات حول الإعداد الروحي نویسنده : الشيخ حسن معن جلد : 1 صفحه : 300
ويبدأ الانحراف في مسيرة الانسان المسلم عندما يبحث عن زاد آخر غير القرآن ، وغير ما ثبته القرآن الكريم من مقاييس ، ويتلقى الثقافة ، والفكر ، والتربية من تحت منبر آخر غير منبر القرآن الكريم . وقد سجلت رواية الحارث الهمداني بداية الانحراف الحضاري في المسيرة الاسلامية عندما بدأ الناس في عهد علي ( ع ) يخوضون في المسجد بالأحاديث ، لا اعرف الآن هذه الأحاديث بالضبط . . ولكنها تؤشر بداية مرحلة العقل ، وتوديع مرحلة الروح ، ومرحلة القرآن الكريم . وهكذا ( فعلوها ) واستمر المسلمون في الانحراف . . وتصدى أهل البيت ( ع ) لهذا الانحراف عن طريق بناء أجيال قرآنية ( تعي ) قيمة هذا القرآن . . كما ( تفهمها ) وتبني سلوكها ، وفكرها في ضوء هذا الوعي والشعور . . و ( التلقي ) من القرآن الكريم . . هو المعنى الأساس الذي انحرفت به الثقافة الغربية في الماضي ، وفي الحاضر . فسواء في الماضي ، أو في الحاضر بدأنا نتلقى من مصادر أخرى غير القرآن . . وبدأنا إذا التقينا بالقرآن الكريم نحكم عليه ونؤوله ، ونجره إلى ما نريد من أهواء جرا . ومع أنه كان في التقدير الإلهي ولا يزال ( حاكما ) و ( مهيمنا ) وسلطانا على كل المقاييس الفكرية والثقافية . . ونحن على الدوام ظلمنا أنفسنا . . ولا أقول القرآن . . عندما ودعناه وعندما حكمنا عليه مرة ( الروايات ) ( 13 ) باعتباره انه كتاب الغاز ، واحاجي لا يفهمه الا من خوطب به ، ومرة ( الثقافات ) لأنها احكام العقول ، واحكام العقول مقدمة على ظواهر النصوص والتي هي قواعد الصرف ، والنحو الجامدة وغيرها . . كل ذلك ، والقرآن لا زال ربيعا لقلوب
300
نام کتاب : النظرات حول الإعداد الروحي نویسنده : الشيخ حسن معن جلد : 1 صفحه : 300