نام کتاب : الفضائل والرذائل نویسنده : المظاهري جلد : 1 صفحه : 92
أشد فرحا بتوبة عبده من ذلك الرجل براحلته حين وجدها " ( 1 ) وأخيرا يقول القرآن : ( إن الله يحب التوابين ) ( 2 ) . إن الله يحب الإنسان التائب ، والمذنب الذي يعود عن عمله القبيح ويصلح نفسه . وهو يحب ذلك القلب الذي يطهر بماء التوبة . وضع القرآن على الرؤوس في هذه الليالي فيه ثواب عظيم ، لأنه ثواب ودعاء أيضا ، وكلاهما مطلوبان بشكل أكيد من وجهة نظر القرآن الكريم وأهل البيت ولكن أحيانا يكون مجرد الدعاء وقول " استغفر الله " فقط وقول " العفو " فقط وأمثال ذلك من الذكر والدعاء ، وان كان مطلوبا ولكنه لا يكون منتجا . ليس توبة واقعية ، ليس توبة حقيقية . التوبة الواقعية توبة القلب لا توبة اللسان والدعاء الحقيقي دعاء القلب لا دعاء اللسان . إذا كان القلب خاضعا ومتواضعا أمام رب العالمين ، ووجدت حالة الخشوع فيه فستجري دموعه شاء أم أبى ويكون لسانه ناطقا أيضا ب " العفو العفو " ، وتجد حالة من الخضوع في العين والوجه والبدن وترتفع منه بين الفينة والأخرى " استغفر الله " . هذه توبة القلب وإذا أراد أحد التوبة وأن يكون دعاءه نافعا له فيجب عليه تصفية قلبه ، يجب إيجاد حالة الخضوع أمام الله سبحانه ، وهذا يستمد من ينبوع المعرفة . فكلما كانت معرفة الإنسان بالله أكثر كلما وجدت فيه هذه الحالة أكثر . ويقسم أهل القلوب التوبة إلى ثلاثة أقسام : توبة العوام : لدينا توبة لعموم الناس ، وتلك التوبة هي ان يكون القلب خاضعا لأنه ارتكب ذنبا . يذكر ذنوبه ومعاصيه أمام الله سبحانه ، يضطرب قلبه ، يندم على ماضيه ، ولا يسير ثانية في ذلك الطريق ويصلح نفسه . ويقال لهذا توبة العوام أو العموم . توبة الخواص : التوبة الثانية توبة الخواص . بعض معرفته أكثر . أي يكون خجلا أمام المكروهات . يكون قلبه خاضعا وخاشعا ، بكى آدم ( ع ) مائتي عام على ترك الأولى . وكانت ليونس ( ع ) في بطن الحوت حالة من التذلل وكان يرى نفسه ظالما ويقول : ( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ) ( 3 ) . قال
92
نام کتاب : الفضائل والرذائل نویسنده : المظاهري جلد : 1 صفحه : 92