نام کتاب : الطفل بين الوراثة والتربية نویسنده : الشيخ محمد تقي فلسفي جلد : 1 صفحه : 85
القرآن الكريم بهذه القيقة منذ ذلك الحين حيث قال الله تعالى : « ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين » ( 2 ) . أي أن الله جعل نسل الانسان من خلاصة ماء حقير وضعيف ، فليس العامل في إبقاء نسل الانسان هو هذا الماء الحقير الذي يخرج منه كله بل جزء منه ، وهو خلاصته ( سلالته ) . ويتضح تنبه الامام علي بن أبي طالب ( ع ) إلى هذه الحقيقة من خلال الفقرة التالية : « جاء رجل إلى علي عليه السلام ، فقال : يا أمير المؤمنين كنت أعزل عن امرأتي ، وإنها جاءت بولد . فقال علي عليه السلام : - وأناشدك الله هل وطأتها ثم عاودتها قبل أن تبول ؟ قال : نعم . قال : فالولد لك . . . » ( 3 ) . من هذه الجملة ، يعلم أن الرجل كان يعز ( يقذف السائل المنوي خارج مهبل زوجته ) لمنع الحمل ، ومع ذلك فقد حدث أن حملت المرأة فأدى الأمر إلى أن يشك الرجل في زوجته فجاء يسأل علياً ( ع ) وإلا فإنه لم يكن يرضى بأن يفشي سره . فنجد الامام ( ع ) حين يسمع بالقصة يسأله هل اتفق له أن جامع زوجته مرتين من دون أن يبول في الأثناء ، فأجابه بوقوع ذلك ، فصرح الامام بأن الولد له . والسر في ذلك واضح ، لأنه عليه السلام كان يعلم أن ذرة صغيرة من النطفة كافية لأن تلقح بويضة المرأة فتحمل ، فبما أن الرجل جامع زوجته في المرة الأولى ثم قذف السائل خارجاً وبقي مدة لم يبل فيها فبقيت الحيامن في المجرى ، وحين جامعها للمرة الثانية خرجت إحدى تلك الحيامن ولقحت المرأة من دون أن يشعر ، وبالرغم من أنه قذف السائل خارجاً في المرة الثانية إلا أن الحيامن المتبقية في المجرى كانت قادرة على الاحتفاظ بنشاطها لمدة 48 ساعة وكذلك فعلت . * * *