نام کتاب : الطفل بين الوراثة والتربية نویسنده : الشيخ محمد تقي فلسفي جلد : 1 صفحه : 70
إلى الأبناء ولكن كاستعداد فقط ، وقد تعوق أحوال النمو ظهور هذه الأمراض أو تساعد على تحققها » [1] . وكذلك السجايا الخلقية والصفات الحميدة أو الصفات الرذيلة للآباء والأمهات تهئ استعداداً في الأولاد ، فالاباء والأمهات الذين يمتازون بصفات الشجاعة والكرم والتضحية والخدمة ، يخلفون أبناء ذوي فضيلة وإباء وكرم . وعلى العكس من ذلك ، فإن الأسر المعروفة بالبخل والجبن والأنانية والحمق لا يخلفون في الأغلب إلا أولاداً حقراء لا وزن لهم في المجتمع . ولا تقتصر هذه القاعدة التي ذكرناها على الانسان ، بل تسري في الحيوانات أيضاً ، فهناك عناصر معينة من الخيول تمتاز على غيرها بصفات خاصة . وكذلك الحمام فهناك بعض الفصائل المعينة فيه لها قابلية التربية والاستعداد للقيام ببعض الأعمال والخدمات . سأل المأمون العباسي بعض خواصه ومحارمه يوماً عن سبب ما يلاقيه من جفاء وخيانة وقلة إنصاف من بعض أصحابه وأقاربه الذين كان قد قلدهم مناصب عالية ورتب مهمة في الدولة ، في حين أن المفروض أن يقابلوا إحسانه بالإحسان لا الإساءة ، فقال له أحدهم : إن المعنيين بأمر الحمام الزاجل والمهتمين بتربيته يتحققون عن أصله وفصيله الذي ينتمي إليه وعندما يطمئنون إلى عراقة نسبه يهتمون بتربيته كثيراً ويجنون من ذلك فوائد كثيرة . . . « وأنت يا أمير المؤمنين تأخذ أقواماً من غير أصول ولا تدريج ، فتبلغ بهم الغايات فلا يكون منهم ما تؤثره » [2] . فمن الطبيعي أن لا يكون الأفراد المختارون لاشغال المناصب من دون امتحان ولا نظر في أصولهم وأحسابهم وأنسابهم ، على حالة مرضية من حيث الاخلاص والأمانة والوفاء . . .
[1] الانسان ذلك المجهول ص 196 . [2] مجموعة ورام ج 2 / 286 .
70
نام کتاب : الطفل بين الوراثة والتربية نویسنده : الشيخ محمد تقي فلسفي جلد : 1 صفحه : 70