نام کتاب : الطفل بين الوراثة والتربية نویسنده : الشيخ محمد تقي فلسفي جلد : 1 صفحه : 6
وهذا ما أشغل العلماء والباحثين ، فراحوا يعدون البحوث ، ويلقون المحاضرات ، ويؤلفون الكتب ، ويوردون النظريات في مسألة ( تربية الطفل ) . ونشأ من بينهم عدة ترى أن سلوك الطفل مرتبط بالعوامل الوراثية التي يحملها بين جوانحه وفي ( كروموسوماته ) . . . ورأى عكس ذلك آخرون ، فارجعوا كل أنماط السلوك الفردي والاجتماعي إلى البيئة والمحيط ، والتربية والتنشئة . وأنكروا كل أثر إلى الوراثة ينسب . . . حتى أدعى العالم النفساني الأمريكي ( واتسون ) دعواه التي لم يسندها بدليل حيث قال : « أعطني اثني عشر طفلاً ، وهئ لي الظروف المناسبة ، أجعل ممن أريد منهم طبيباً حاذقاً ، أو أستاذاً قديراً ، أو مهندساً بارعاً ، أو رساماً . . . وحتى لو شئت لصاً أو شحاذاً . . . » وبلغ الخصام بين هاتين المدرستين في علم النفس والتربية إلى أنك ما تكاد تفتح كتاباً يتناول موضوع التربية إلا وجدته إلى إحدى المدرستين يميل ، وعن أحد الرأيين يدافع ، مفنداً الرأي الآخر . ولعلك تسأل : أي الرأيين أصح ؟ وأي العاملين في سلوك الطفل أهم : الوراثة أم التربية ؟ ! فبدلاً من أن أجيبك على سؤالك هذا ، أسأل بدوري أيضاً : أيهما أهم للسيارة : المحرك ، أم الوقود ؟ ! * * * تلك مسألة التربية . . . والأصح . . . مشكلة التربية ! ! فما هو رأي الإسلام فيها ؟ وكم هي درجة خطورة الموقف في النظام الإسلامي الشامل ؟ ! * * *
6
نام کتاب : الطفل بين الوراثة والتربية نویسنده : الشيخ محمد تقي فلسفي جلد : 1 صفحه : 6