نام کتاب : الطفل بين الوراثة والتربية نویسنده : الشيخ محمد تقي فلسفي جلد : 1 صفحه : 44
على التحلي بالفضائل الانسانية تشكل حجر الأساس في بناء سعادة البشر ، وتعد من المناهج المهمة التي يتخذها الاسلام في هذا المجال . وقد وردت في ذلك مئات الآيات والأحاديث . يقسم الله تعالى في سورة العصر . بأن جميع الناس من أي عنصر كانوا ، وفي أي زمان عاشوا مبتلون بالخسران والبؤس ، إلا الذين أحرزوا بعض الصفات ، أولها الإيمان بالله : « والعصر ، إن الانسان لفي خسر ، إلا الذين آمنوا . . . » [1] وفي سورة الشمس يقسم بالشمس والقمر ، والليل والنهار ، والسماء والذي بناها ، والأرض والذي بسطها ، والنفس الانسانية والله الذي وازن بين عناصرها . وألهمها الخير والشر . . . « . . . قد أفلح من زكاها ، وقد خاب من دساها » [2] . قسماً بكل هذه الآيات الآلهية على أن السعادة والفلاح إنما يكونان لمن طهر نفسه من الآثام ونزه روحه عن الجرائم . وإن الشقاء والخيبة إنما تكونان لمن تلوث بالآثام والجرائم . يقول الامام علي ( ع ) : « عنوان صحيفة المؤمن ، حسن خلقه » [3] . إن الآيات الكثيرة الواردة في القرآن حول السماء والأرض والأشجار والحيوانات ، والنطفة والجنين . . . إلى غير ذلك من مختلف جوانب الوجود ، كلها تهدف إلى أن يوجه الانسان نظره إلى الخالق الكبير فيشتد إيمانه بالله العظيم . وإن الآيات الواردة بشأن الملكات الفاضلة والمثل العليا أو التي تذكر الصفات الرذيلة وتفصل القول في ذمها ، إنما نزلت لدعوة الناس إلى اكتساب الفضائل واجتناب الرذائل ، ولذلك فان الرسول الأعظم ( ص ) يبين الواجب
[1] سورة العصر ، الآية 2 . [2] سورة الشمس ، الآية : 9 . [3] سفينة البحار ص 410 مادة ( خلق ) .
44
نام کتاب : الطفل بين الوراثة والتربية نویسنده : الشيخ محمد تقي فلسفي جلد : 1 صفحه : 44